أهلاً بك، وزادك الله علماً وفهماً. يقول -تعالى- في سورة النمل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، [آية: 88] ويقصد بذلك أن الجبال يوم القيامة تتحرك كتحرك السحاب والغيوم، وقد ظن الإنسان أنها ثابتة جامدة لا تتحرك.
وكل هذا من علامات يوم القيامة؛ إذ تتبدل معالم الأرض، وتنسف الجبال نسفعاً؛ إعلاناً لبدء الحساب في ذلك اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآية الكريمة مشابهة في المعنى لعدد من الآيات القرآنية؛ نذكر منها:
- قوله -تعالى-: (يوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا* وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا). [الطور: 9-10]
- قوله -تعالى-: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا). [النبأ: 20]
- قوله -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا). [طه: 105]
كما قد أشار بعض أهل الاختصاص إلى أن هذه الآية الكريمة تقرر حقيقة علمية ثابتة؛ والتي تسمى بنسبية الحركة؛ أي إن الجبال التي يحسبها الإنسان جامدة لا تتحرك، هي في الحقيقة بحركة دائبة دائمة.
ومن ناحية أخرى علل بعض المفسرين تشبيه حركة الجبال بحركة السحاب يوم القيامة؛ دلالة على تخلخل أجزائها وانتفاشها؛ فتكون بهذا كما في قوله -تعالى-: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ). [القارعة: 5]