ما عقاب المغتاب يوم القيامة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، زادك الله حرصاً على الخير، وعلى أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، وإجابة على سؤالك أضع بين يديك المعلومات الآتية:

إنَّ الغيبة من الكبائر التي حرَّمها الله -تعالى- وقد نفَّر الله -تعالى- منها؛ لعظمة الجرم، وشدَّة المعصية، ووصف الله -تعالى- المغتاب بأنَّه آكلٌ للحم الذي اغتابه، فقال الله -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، "سورة الحجرات:12"

وقد توعد الله -تعالى- المغتاب بالعقوبة الشَّديدة يوم القيامة، وجعل عقوبة المغتاب شنيعةً، كما جاء في الحديث الصَّحيح عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين ‌يأكلُون ‌لحومَ ‌الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم)، أخرجه أبو داود، في السنن عن أنس بن مالك، وهو صحيح.

إنَّ المغتاب يأتي يوم القيامة مفلساً من الحسنات، ثمَّ يُطرح في النَّار والعياذ بالله، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (‌فَيُعْطَى ‌هَذَا ‌مِنْ ‌حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)، رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة.

هذه العقوبة التي وردت في الحديث صريحةٌ واضحةٌ، وهناك من النُّصوص التي تدلُّ على عظمة الجرم تلميحاً لا تصريحاً، كما في الآية السَّابقة، حيث شُبَّه المغتاب بآكل لحم أخيه، هذا في الدُّنيا، ويستفاد منه أنَّ العقوبة في الآخرة كذلك تكون منفرةً وأليمةً، ومن تلك النُّصوص، قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، "سورة الأحزاب:58"

والله -تعالى- أعلم.