سمعت قبل مدة شخصًا يقول: إن دعاء دخول السوق الذي يتم تناقله بين الناس ليس صحيحًا، وأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وأود أن أعرف ما صحة دعاء دخول السوق؟
1
سمعت قبل مدة شخصًا يقول: إن دعاء دخول السوق الذي يتم تناقله بين الناس ليس صحيحًا، وأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وأود أن أعرف ما صحة دعاء دخول السوق؟
1
1
حياك الله السائل الكريم، وأمّا حديث دعاء السوق، فقد روي بأكثر من روايةٍ، وبعدّة طرقٍ موجودة في كتب السنن والمسانيد، إلّا أنّ علماء الأحاديث تعدّدت آراؤهم في الحكم عليه على ثلاثة أقوالٍ وهي كما يأتي:
قال بذلك الترمذي وابن ماجه وأحمد والمنذري والذهبي والشوكاني والحاكم والألباني، ووصفوه أنّه أقلَّ أحواله أن يكون حسناً، وقد أوصله الألباني إلى سبعةِ طرقٍ صحيحةٍ، وقال عنه حسنٌ لغيره أو بمجموع طرقه.
قال بذلك عدد من علماء الحديث، كعلي المديني وأبو حاتم والملا علي القاري وغيرهم، ووصفوه أنّه لا أصل له أو منكر الحديث.
قال بذلك الدارقطني والترمذي والعقيلي وابن حجر وابن رجب وغيرهم، وأطلقوا عليه أحكاماً بعباراتٍ مثل: أنّ فيه لينٌ أو فيه ضعفٌ أو غريبٌ.
ونصّ هذا الحديث ما ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (من قال في السوقِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، له الملكُ وله الحمدُ يحيي ويميتُ، وهو حيٌّ لا يموتُ، بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ كتب اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ وبنَى له بيتًا في الجنَّةِ). "أخرجه الترمذي، حسن"
ما دام موضوع الحديث ليس في الأحكام أو العقائد أو الغيبيات، وإنّما هو ذكرٌ لله -تعالى- في أماكنٍ يقع فيها الغفلة عن ذكره -سبحانه- كالسوق، فيمكنك الأخذ والعمل به.
إن كان ثابتاً نلتَ أجره وثوابه، وإن كان ليس بصحيحٍ، حُزتَ أجر ذكر الله -تعالى- بشكلٍ عامٍ، وهو من أحبِّ الأعمال إليه -سبحانه-، مع التأكيد على أنَّ من أراد فضل هذا الذكر، فلا بدّ أن يعطي الطريق والسوق حقّه؛ من غض البصر، والابتعاد عن الحرام، وحفظ اللسان.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.