حيّاك المولى، لقد عدّ الإسلام قطيعة الرحم من الذنوب التي ينال الإنسان على إثرها عقوبات دنيوية وأخروية، كما عدّ قاطع الرحم والمتسبب فيه آثماً؛ وذلك لما يأتي:
- قاطع الرحم يلحقه الطرد من رحمة الله
قال -تعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ). [محمد: 32- 33]
- قاطع الرحم من الخاسرين
قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ). [البقرة: 27]
- قاطع الرحم تُعجل له العقوبة في الدنيا
قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدُّنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرةِ من البَغْيِ، وقطيعةِ الرَّحِمِ). [أخرجه الترمذي، حسن صحيح]
- قاطع الرحم يقطعه الله -سبحانه- من الخير
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ منهم، قامَتِ الرَّحِمُ، فقالتْ: هذا مَقامُ العائذُ بكَ مِنَ القَطيعةِ، قالَ: نَعَمْ، أمَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَنْ وَصَلكِ، وأقْطَعَ مَنْ قَطَعكِ؟ قالتْ: بَلى. قالَ: فذاكَ لكِ). [أخرجه الحاكم، صحيح]
- قاطع الرحم يُحرم من دخول الجنة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطِعٌ). [متفق عليه]
- قاطع الرحم لا يُقبل عمله
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أعمالَ بَني آدمَ تُعرَضُ على اللهِ -تباركَ وتعالى- عَشيةَ كلِّ خَميسٍ ليلةَ الجمعةِ، فلا يَقبلُ عَملَ قاطعِ رحِمٍ). [أخرجه أحمد، وحسّنه الألباني]
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحفاظ على صلة الرحم في حدودها الدنيا لا يُدخل الإنسان في قطيعة الرحم على رأي أهل العلم، وذلك يكون بردّ السلام عليهم، أو الاطمئنان على أخبارهم.