ما جزاء من يغتاب الناس؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، زادك الله عفةً في لسانك، ونسأل الله الهداية لجميع المسلمين، أما صبرك على من آذاكِ ففيه الأجر العظيم، ومسامحتك له أجر كبير، أما بالنسبة لاستفسارك؛ فأضع بين يديكِ المعلومات الآتية:

1. ارتكاب الغيبة من الكبائر الشنيعة

إنّ ارتكاب الغيبة من الكبائر الشنيعة التي وصفها الله تعالى بأوصاف قبيحة ^[١] ، تستقذرها النفس البشرية السليمة؛ حيث وصف الله تعال المغتاب بمن يأكل لحم أخيه الميت، وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز قبح ما يفعله المغتاب، وبيان شناعة هذا الفعل، فقال الله تعالى: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، "سورة الحجرات: 12" وهذه الصورة التي صور القرآن فيها حال المغتاب من أقبح الصور وأكثرها اشمئزازاً.

1. يفقد المغتاب يوم القيامة حسناته

عقوبة المغتاب من القرآن والسنة يوم القيامة أنه يأتي وقد فقد جميع حسناته، وكلها تذهب لمن اغتابهم، كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (‌فَيُعْطَى ‌هَذَا ‌مِنْ ‌حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)، رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة.

1. عذاب المغتاب يوم القيامة أليم

ورد في حديث عن الغيبة أن عذاب المغتاب يوم القيامة أليم وشديد ^[٢] ، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين ‌يأكلُون ‌لحومَ ‌الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم)، رواه أبو داود، وهو حديث صحيح.

وهنا نرى أن في الحديث توافقًا بين الذنب والعقوبة؛ حيث إن المغتاب يأكل لحوم الناس، فقد جعل الله -تعالى- عقوبته أن يخدش لحم وجهه، فكما أن ذنبه واقع على لحوم الناس، وكذلك عقوبته يوم القيامة وقعت على لحمه هو، وبيده هو.