ما أضرار الغيبة والنميمة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله -تعالى- أن يهدي قلوبنا وإيّاكم، ويحفظ ألسنتنا من هذه الآفات العظيمة، ويرزقنا التوبة النصوح منها ومن كلّ المعاصي.

إنّ الغيبة والنميمة من آفات اللسان الخطيرة ومن الذنوب العظيمة التي يستسهلها الكثير من الناس، وذلك لأنّ حفظ اللسان ومنعه من الخوض في الكلام الذي لا فائدة منه ولا يجلب إلّا الذنوب والآثام ليس بالشيء السهل، وخيرًا فعلتِ في نصحك المستمر لهنّ، وأنصحك أيضًا أن تقومي بطرح أفكار مفيدة عليهنّ كي ينشغلن بها ويبتعدن عن الغيبة والنميمة عند اجتماعهن.

كما وأنّ أضرار الغيبة والنميمة خطيرة جدًا على العبد؛ فقد شبّه الله -تعالى- من يغتاب أخاه بالذي يأكل لحمه ميتًا، فهذا التصوير لوحده يجعل النفس تنفر من هذا الأمر وتُدرك خطورته وعظم أثره، فالغيبة من الذنوب العظيمة التي تؤدي للعذاب في الآخرة -أعاذنا الله وإيّاكم-.

كما أنّ الغيبة والنميمة هي سبب في عذاب القبر، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرّ بقبرين فقال: (إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، ثُمَّ أخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا بنِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ في كُلِّ قَبْرٍ واحِدَةً، فَقالوا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ فَقَالَ: لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفَ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسَا).

وثبت أيضًا في الحديث الصحيح الذي أخرجه الألباني في صحيح أبي داود أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ، ويقعون في أعراضِهم).

وقد استدلّ العلماء بهذه الأدلّة وبغيرها على أنّ الغيبة سببٌ في محو الحسنات، وتضاعف السيئات، فالذي يغتاب الناس يؤخذ من حسناته وتُعطى لمن اغتابه، والنميمة أيضًا خطرها عظيم، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ).