ما أسس بناء الدولة الإسلامية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله أيها السائل الكريم، من المعلوم كما ذكرت أنّ قيام أيّ كيان يكون وفق أُسس ومبادئ معيّنة، وقد أسس النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- الدولة الإسلاميّة بعد هجرته إلى المدينة المنورة.

ومع أنّ الدولة الإسلامية قامت بفئةٍ قليلةٍ مستضعفةٍ؛ إلّا أنّها استطاعت أن تُوصل رسالتها إلى العالم أجمع، وبلا شك أن السبب في ذلك هو قيامها على أساس واضحٍ وصحيحٍ، وفيما يأتي أهم الأسس التي قامت عليها الدولة الإسلامية:

1. العقيدة الصحيحة

وهي الأساس الذي بُعث به جميع الرسل -عليهم السلام-، وهي تربية داخليّة للفرد، وتهذيب لنفسه؛ وهي التي تحث الفرد المسلم على الرقابة الذاتية، واستشعار مراقبة الله -تعالى- له.

ويظهر أثر العقيدة؛ في ارتداع الأفراد عن الوقوع في الخطأ خوفاً من الله -تعالى-، لا خوفاً من السلطة العُليا في الدولة، وهي التي تُربي الأفراد على الاعتصام بالله -تعالى- دون غيره، وتحثهم على الوحدة والعمل الجماعيّ، واليقين بأن الرزق من عند الله.

1. التضحية في سبيل الله -تعالى-

التضحية لها صور وأشكال عديدة؛ وقد قدّم الصحابة -رضوان الله عليهم- أروع الصور والأمثلة، فقدموا الغالي والنفيس في سبيل قيام الدولة وتأسيسها؛ كالتضحية بالنفس، وخير مثالٍ على ذلك ما فعله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما افتدى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بنفسه؛ وذلك عندما اجتمع المشركون على قتله قبل الهجرة.

ومن صور التضحية أيضاً التضحية بالأهل؛ ومثال ذلك تضحية أبي سلمة -رضي الله عنه- عند الهجرة، حيث بقيت زوجته في مكان وابنه في مكان آخر، وارتحل مع المهاجرين تاركاً أهله فداءً للإسلام، وكذلك التضحية بالمال؛ كما فعل المهاجرين، حيث تركوا أموالهم وديارهم؛ فداءً للدين الإسلامي، وإعانة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على قيام دولة إسلاميّة ذات سيادة ونفوذ.

1. توثيق الصلة بالله -تعالى-

ويكون ذلك بالقرب من الله -تعالى-، وقد حرص النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على ذلك منذ بداية هجرته، فقد كانت أول أفعاله بناء المسجد، ولم يكن للصلاة فحسب، بل كان المسجد للخُطب والاجتماع، ولأمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فقد جعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- للمساجد دوراً فاعلاً في الدولة الإسلاميّة.

1. المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع الإسلامي

حرص النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على توطيد العلاقات في المجتمع الإسلامي منذ وصوله إلى المدينة؛ حيث عمل على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وألّف بين قلوبهم، حتى أصبح المجتمع الإسلامي قوياً رصيناً ضدّ أي تغيرات أو اعتداءات.

1. التعايش السلمي في المجتمع

وهذا ما فعله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند قدومه إلى المجتمع المدني، فقد كان يسكنه اليهود، والمشركون، والفئة المسلمة؛ فتعاهد معهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على مجموعة من الشروط تضمن استمرارية الأمن والتعايش في المجتمع الإسلامي.