4

ما الإجراءات التي قام بها الرسول لبناء الدولة الإسلامية؟

عرفت معلومة جديدة وهي أن الدولة الإسلامية قامت على يد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة؛ وأريد أن أعرف ما الإجراءات التي قام بها الرسول لبناء الدولة الإسلامية؟

12:01 11 نوفمبر 2021 1189 مشاهدة

4

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
حمزة مشوقة
حمزة مشوقة . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 12:01 11 نوفمبر 2021

حياكم الله السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدكم علماً ومعرفة، إن الدولة الإسلامية الأولى هي الدولة التي أنشأها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد الهجرة، وقد بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة ببناء ثلاثة ركائز للدولة الإسلامية في المدينة المنورة، نبيّنها فيما يأتي:


• بناء المسجد

فقد أصدر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره فور وصوله إلى المدينة ببناء المسجد، وساهم بنفسه في العمل مع المهاجرين والأنصار، وهذا يدل على أهمية المسجد في الإسلام ودور رسالته في بناء الأساس الديني والروحي والقِيَمي الذي تقوم عليه الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي.


ولم يكن المسجد مركزاً روحياً لأداء الشعائر والعبادات فحسب، بل جعل منه النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤسسة عسكرية وسياسية يتشاور فيها المسلمون، ويُحدد فيها علاقات الدولة الإسلامية مع القبائل والدول الأخرى، ومدرسة علمية تربوية يتعلم فيها الصحابة أحكام دينهم، ويتربّون على معاني الإسلام وأخلاقه وقِيَمه.


• كتابة الصحيفة

والتي تمثّل أول دستور إسلامي يُحدد فيها علاقات المجتمع الإسلامي بمختلف أعراقه؛ فقد كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- في بداية قدومه إلى المدينة كتاباً يُحدد فيها علاقة المجتمع الإسلامي ببعضهم، وعلاقتهم مع أصحاب الديانات الأخرى الذين عاشوا في المدينة كاليهود.


ويجدر بالذكر أنّ إصدار صحيفة المدينة قد مثّل تطوراً في مفاهيم علم الاجتماع السياسي؛ فقد قامت الدولة الإسلامية على نظام لم تعرفه القبائل العربية من قبل، حيث انصهرت قبيلتي الأوس والخزرج مع المهاجرين القادمين من مكة المكرمة في أمة واحدة، ومن ثم ترابطت هذه الأمة المسلمة مع اليهود الذين شاركوهم في حياتهم اليومية.


وأصبحت العلاقات أكثر تنظيماً، وظهرت بعض المبادئ والمفاهيم التي تأسّس عليها النظام السياسي الإسلامي كمفهوم الأمة الواحدة، ومفهوم التكافل، والتضامن الاجتماعي، ومفهوم العدل والمساواة، ومفهوم التعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى.


• المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

وهو يمثل بناء نظام اجتماعي للمجتمع الإسلامي الذي يعيش فيه المسلمين باختلاف أصولهم من المهاجرين والأنصار؛ فقد شرع النبي -صلى الله عليه وسلم- نظام المؤاخاة والمشاركة بين المهاجرين القادمين من مكة المكرمة والأنصار أهل المدينة المنورة؛ فآخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كل اثنين من المهاجرين والأنصار.


وفتح الأنصار دُورهم وأموالهم لإخوانهم المهاجرين، وآثروهم على أنفسهم، ويعتبر نظام المؤاخاة نموذجاً رائداً في النظام الاجتماعي الإسلامي، حيث ضرب المجتمع الإسلامي المثل الأول لأشدّ أشكال العلاقات الاجتماعية وحدةً ومحبةً وتآلفاً.


وأما إعلان الجهاد في سبيل الله فقد تأخر إلى السنة الثانية للهجرة، والحكمة في تأخّر ذلك حتى تكون الدولة الإسلامية قد تأسّست على بناءٍ قوي من قوة العقيدة، والقيم، والأخلاق، وسيادة النظام السياسي، ومتانة العلاقات الاجتماعية، وجاء الإذن بالجهاد تدريجياً؛ حتى يراعي حال المجتمع المسلم وقدرة الدولة الإسلامية على مواجهة القبائل والدول الأخرى.


وقد جاء الإذن بالقتال دون إيجاب على المسلمين بعد أن كان القتال محرّماً عليهم؛ قال -تعالى-: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، [الحج:39]، ثم نزل الأمر بالقتال المقيّد -قتال من يقاتل المسلمين- على سبيل الوجوب.


قال -تعالى-: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، [البقرة:190]، ثم نزل الأمر بالقتال العام دون تقييد بوقت دون وقت، أو عدو دون عدو؛ قال -تعالى-: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، [التوبة:36].

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع