يفهم من آيات سورة الروم المتعلقة بالزواج أنّ المراد أن تكون الرابطة بين الزوجين هي المودة والرحمة وليس الحب، وأريد أن أعرف السبب، فلماذا قال الله تعالى (جعل بينكم مودة ورحمة) ولم يقل حب؟
0
يفهم من آيات سورة الروم المتعلقة بالزواج أنّ المراد أن تكون الرابطة بين الزوجين هي المودة والرحمة وليس الحب، وأريد أن أعرف السبب، فلماذا قال الله تعالى (جعل بينكم مودة ورحمة) ولم يقل حب؟
0
1
مرحباً بك أخي السائل. يقول الله- تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)" سورة الروم: 21"، فمن دقة ألفاظ القرآن الكريم أنّه عندما ذكر الزواج، ذكر المودة والرحمة؛ لأن المودة والرحمة هي مفتاح البيوت، والمودة والرحمة تشتمل على الحب، أما الحب فليس بالضرورة أن يشتمل على المودة والرحمة [١] .
فالرحمة تعرّف بأنها: رقة تقتضي تطبيق مبدأ الإحسان إلى الشخص المرحوم، وهي شعور في القلب ينعكس أثره على السلوك [٢] ، أمّا المودة: فهي طلب للمحبة بما يُوجب ذلك، قال ابن حجر العسقلاني: هو تقرب شخص من آخر بما يحب، كما أنّ المودة والرحمة فيهما من المعاني ما ليس في الحب، كالاحترام، والتسامح، والعطف والعفو، والكرم، وليس الشهوة فقط.
1
0
حياك الله أيها السائل الكريم، يقول الله- تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). "سورة الروم: 21"
والسرّ في اختيار لفظ المودة في سياق العلاقة الزوجية وليست المحبة؛ فذلك لأن المحبة تسكن في القلب، وقد لا يظهر أثرها، بينما المودة تظهر في السلوك وعلى الجوارح؛ وكأنَّ الآية الكريمة تحذِّر الأزواج من عدم إظهار المودة للشريك اكتفاءً بالمحبة القلبية، بل لا بد من إظهار المودة في التعامل بينهما.
ومن آراء العلماء في التفريق بين المحبة والمودة ما يأتي:
تقتضيها الحكمة ويؤيدها الطبع معاً، فأنت تقول: "فلان يحب الصلاة لأنها سبب دخول الجنة"، ولا تقول: "يودّ الصلاة".
ما يقتضيه الطبع فقط، فأنت تقول: "فلان يودُّ الحصول على كذا".
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.