حيّاك الله، ذهب أهل العلم إلى أنّ فرض الجزّية على غير المسلمين جاءت مقابل حماية أهل الذمة، وتحصين أموالهم، وضمان حرياتهم الاعتقادية، وأداء شعائرهم الدينية؛ ويمكننا تلخيص الحكمة من فرض الجزية بما يأتي:
- بسط نفوذ المسلمين على الأراضي المفتوحة.
- الاحتكام لأحكام الإسلام وتشريعاته.
- سبب لهداية أهل الذمة.
- وسيلة للتخلص من الظلم والاضطهاد الذي تعرض له أهل الذمة من الأنظمة الظالمة.
- تحقيق الحماية والأمن لأهل الذمة.
- نوع من أنواع الواردات المالية التي تستعين فيها الدولة المسلمة لتلبية حاجاتها، وحاجات شعوبها.
أمّا بالنسبة لسؤالك عن الفرق بين الجزّية والضريبة -الخَرَاج-؛ فيتّضح من خلال توضيح مفهوم الضريبة؛ والتي تعني في الإسلام فرض مبلغ مالي على الأراضي المسلمة التي تبقى بيد أهلها بعد الفتوحات الإسلامية، ودخول هذه الأراضي تحت ملك الدولة المسلمة.
ويرجع تقدير هذه الضريبة إلى وليّ الأمر، كما يتّضح الفرق بين الجزّية والضريبة عند إسلام الذميّ؛ فالجزّية تسقط بدخول الإسلام، بينما الضريبة لا تسقط. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإسلام دين التكافل والتعاون؛ قد فرضَ على غير المسلم الجزية بعد أن فرض على المسلمين أنفسهم أداء حقوقٍ مالية؛ تؤدى لأصناف محددة من الناس؛ وهي ما تسمى بزكاة المال.
كما حثّ على الصدقات، وغيرها من أعمال الخير والبرّ التي تتحصل ببذل المال.