كيف يقسم ميراث سيدة مطلقة بدون أولاد؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، رحمها الله رحمةً واسعةً، بدايةً إنَّ الأختَ الشقيقة في هذه المسألة ترث نصفَ تركةِ أختها فرضاً؛ وذلك لعدمِ وجودِ فرعٍ وارثٍ، ولعدمِ وجودِ أصلٍ وارثٍ ذكرٍ سواء أكان أباً أو جداً، ولعدمِ وجودِ أخٍ شقيقٍ يعصِّبها، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (يَستَفتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفتِيكُم فِي الكلَلةِ إِنِ امرُؤٌاْ هَلَكَ لَيۡسَ لَهُۥ وَلَد وَلَهُۥٓ أُخت فَلَهَا نِصفُ مَا تَرَكَ). "النساء: 176"

ولا بُدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ وجودَ ابنٍ لأختها من أمِّها وأبيها لا يؤثرُ في شيءٍ على نصيبها من تركةِ المتوفيّةِ، لا في زيادةٍ ولا في نقصانٍ، كما لا يُؤثر في شيءٍ على نصيبِ الورثةِ المذكورينَ؛ إذ إنَّ ابنَ الأختِ لا يُعدُّ من الورثةِ أساسًا.

أمَّا بالنسبةِ لأخوتها من أمِّها فإنَّ نصيبهم ثلث التركةِ فرضاً؛ وذلك لعدم وجود فرعٍ وارثٍ، ولا أصلٍ وارثٍ، ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ الثلثَ يتمَّ تقسيمه على الأخوات بالتساوي، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِن كَانَ رَجُل يُورَثُ كَلَلَةً أَوِ امرَأَة وَلَهُۥٓ أَخٌ أَوۡ أُخت فَلِكُلِّ وَٰحِد مِّنهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُم شُرَكَآءُ فِي الثُّلُثِ). "النساء: 12"

أمَّا إخوتها من أبيها فإنَّ نصيبهم يكون ما تبقى من تركةِ المتوفيّةِ، حيث يرثونها تعصيباً، للذكرِ مثل حظِّ الأنثيينِ، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِن كَانُواْ إِخوَة رِّجَالاً وَنِسَآء فَلِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ). "النساء: 176"

وفي الختام لا بد من التنبيه على أمرٍ مهمٍ، حيث ذُكر في السؤال أنَّ هذه السيدةِ مطلقةً، لكن لا بدَّ من الإشارةِ إلى أنَّ نوعَ الطلاقِ يؤثر على نصيبِ الزوجِ، حيث إن كان طلاقها طلاقًا رجعياً، فإنَّ زوجها في هذه الحالةِ يرث النصفَ؛ إذ إنَّ الزوجيةَ تبقى مستمرة في الطلاق الرجعي، أمَّا إن كان الطلاقُ بائناً، فإنه لا يرث منها في هذه الحالة.