عندما أقرأ عن دعوة الإسلام إلى العلم، يُذكر عادةً أن تزكية العلم تأتي بالإيمان، وأن العلم يرسخ إيمان المسلم في قلبه، وأريد أن أعرف كيف يتم ترسيخ الإيمان بالعلم؟
1
عندما أقرأ عن دعوة الإسلام إلى العلم، يُذكر عادةً أن تزكية العلم تأتي بالإيمان، وأن العلم يرسخ إيمان المسلم في قلبه، وأريد أن أعرف كيف يتم ترسيخ الإيمان بالعلم؟
1
1
نرحب بك السائل الكريم، إن الإيمان والعلم أمران يعضدان بعضهما البعض، فلا تعارض بينهما، وقد جاء العلم بمختلف أنواعه الشرعي أو المادي مُوافقاً للإيمان، فيكون ترسيخ الإيمان في قلب الإنسان بأن يعلم أنَّ العلم يؤدي إلى طريق الإيمان بالله -تعالى- ودينه، ويؤكده ويدللُ عليه.
وذلك لأنَّ نظام العقل والكون والعالم المادي يُرشد إلى خالقه وصانعه؛ وهو الله -تعالى-، وهو نفسه الذي أنزل الدين الموافق للعقل والفطرة والعلم، لذلك قال الله -تعالى- في مُحكم تنزيله: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). "الروم: 30"
فالعلم والإيمان مصدرهما واحد وهو الله -تعالى-، والعلم يعطينا الأدلة القاطعة على وجود الخالق وثبوت الدين، الذي جاء من نفس مصدر القدرة الخالقة لهذا الوجود، وكذلك فقد جاء هذا الدين مُنسجماً وموافقاً للعقل والفطرة والعلم، لذلك حث الإسلام على العلم والتعلم، وأعطى قيمةً عظيمةً للعلماء ولطلبة العلم، بل أنه جعل العلم باباً من أبواب الجنة.
فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلْمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافرٍ). "أخرجه ابن ماجة، صحيح"
وقد جعل الله -تعالى- في كثيرٍ من آياته وخواتيمها ما يُحفز على التَّفكر والتدبر في آيات كتابه المنظور "الكون"، وآيات كتابه المسطور "القرآن"؛ مِثل قوله -تعالى-:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). "آل عمران: 190-191"
وقد اعتبر ديننا أنَّ ازدياد علم العبد وتعلمه سببٌ لازدياد خشيته من الله -تبارك وتعالى-؛ فقال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ). "فاطر: 28"
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.