كيف قامت الدولة الأيوبية؟

بارك الله فيك، فصلاح الدين الأيّوبي هو مُؤسِّس الدولة الأيّوبية، وقد أسّسها بعد أُفول الدولة الزِّنكية بموت الملك العادل نور الدين زِنكي، وكان ذلك سنة 569 هجرية، الموافق لسنة 1174 ميلادية.

ومن الجدير بالذكر أنّ صلاح الدين كان أحد قادة نور الدين زِنكي البارزين، كما كان أبوه نجم الدين أيّوب كذلك، وكان عَمَله امتداداً لمدرسة آل زِنكي الذي بدأه عماد الدين زنكي والد نور الدين؛ فقد كان نور الدين زِنكي يُعِدُّ العدَّة لاسترداد المسجد الأقصى، وجهَّز مِنبراً خاصاً؛ ليوضع في المسجد الأقصى بعد تحريره؛ وذلك ليحضّ الناس على الجهاد ويذكّرهم دائماً بهدفهم.

وقد كان عمل نور الدين زِنكي مُمهّدا الطريق لصلاح الدين؛ حيث أخذ بالتّوسّع ليضمَّ حوله البلاد المُحرّرة من أيدي الصليبيّين، ومن أيدي الحكّام المُتعاونين معهم، كما ضمَّ مِصر التي كانت تحت حكم الدولة الفاطمية الشيعية بوساطة وزيره صلاح الدين الأيوبي، ولكن الموت عاجلَه، فلم يستطع إكمال حلمه، ليتولّى تلميذه صلاح الدين المُهمة من بعده.

وبعد أن أسّس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية؛ عمل على توحيد مصر -منطلق الدولة- والشام التي شغرت بعد نور الدين؛ ليتمكّن من مُحاصرة الصليبيّين في فِلسطين، وأخذ يُجهّز الجيوش من الشام ومصر لمواجهة الصليبيين.

وفعلاً حدثت المُواجهة الكبيرة في معركة حطين، فنصر الله -سبحانه وتعالى- عباده المُوحّدين، وقُتل عددٌ كبير من الصليبيّين، وأُسِر عدد ضخمٌ من جنوده، كان من بينهم ملك مملكة القدس المَدعو غي دي لوزينيان، وأرناط حاكم الكرك الذي كان بمثابة قاطع طريق يُهاجم قوافل المسلمين وقوافل الحَجيح، وأحسن صلاح الدين مُعاملة الأسرى جميعاً، إلا أنه لم يسمح لأرناط بشربة ماء، بل ضرب عُنقه.

وبعد ذلك دخل صلاح الدين مدينةَ القدس مُحرراً، وأعاد فتحها مرّة أخرى بعد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهكذا حقّقت الدولة الناشئة انتصاراً عجزت عنه كل المُحاولات السابقة طيلة إحدى وتسعين عاماً، وبذلك صارت الدولة القوية أملاً وملاذاً لجميع المسلمين.