إذا كان الرجل قد تزوج من أربع نساء في الدنيا فمن هي زوجته في الجنة؟

وعليكم السلام ورحمة الله، ذُكِر عددٌ من الأدلة على أنّ المرأة المتزوجة في الدنيا إن كان حالها حسن مع زوجها واستحقّت الجنة، كانت زوجته في الآخرة، أمّا بالنسبة للرجل إن كان من أهل الجنة واستحقّها، وكان له عددٌ من الزوجات، وكنّ في الدنيا من الصالحات المُؤمنات، فإنّ الله يجمعهم معه كلّهم في الآخرة.

ودليل ذلك من القرآن الكريم في سورة الرعد، يقول -سبحانه-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)، "آية:23" وفي سورة غافر ما جاء على لسان الملائكة بالدّعاء للمؤمنين، قال -تعالى-: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ). "آية:8"

وقال أهل العلم إن كانت المرأة في الدنيا لعدّة رجال، فإنّها تكون لآخرهم وقيل لأحسنهم خلقاً، واستدلوا على ذلك بالحديث عن أم حبيبة -رضي الله عنها- حين سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسولَ اللهِ أرأيتَ المرأةَ يكونُ لها زوجان في الدُّنيا، فتموتُ ويموتان، ويدخلون الجنَّةَ لأيُّهما هي تكونُ؟ قال: لأحسنِهما خُلقًا عندها في الدُّنيا يا أمَّ حبيبةَ، ذهب حُسنُ الخُلقِ بخيرَيِ الدُّنيا والآخرةِ). "أخرجه الطبراني، ضعيف"

ويكون له أيضاً من الحورِ العين ممّا يخلق الله -تعالى- من النّعيم للرجال فيجمع بينهم كلهم، وقد دلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ لِلْمُؤْمِنِ في الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِن لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُها سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فيها أهْلُونَ، يَطُوفُ عليهمِ المُؤْمِنُ فلا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا). "أخرجه مسلم"

صحّ عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً الذي له ثمانونَ ألفَ خادمٍ، واثنتانِ وسبعونَ زوجةً، وتُنصَبُ له قبةٌ مِن لؤلؤٍ وزبرجدٍ وياقوتٍ، كما بين الجابيةِ وصنعاءَ). "أخرجه ابن حبان، صحيح"