ما هي الحالات التي يجوز فيها تمني الموت؟

حياك الله أخي الفاضل، مهما قست عليك الظروف وشعرت باليأس والإحباط عليك أن تعلم بأنّ طول العمر هو من علامات رضا الله -تعالى- على عباده المؤمنين، أي إن طول العمر للمؤمن خير له من أن يتمنى الموت، ففي الحديث: (أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه). "أخرجه الترمذي، حسن صحيح"

وعليك أن تعلم أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن تمني الموت، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي). "أخرجه البخاري"

وهناك حالات معينة ومحددة يجوز فيها تمنّي الموت ذكرها بعض أهل العلم، وهي:

1. عند حضور أسباب الشهادة، أي إذا كان الشخص يسعى لكي يموت في سبيل الله -تعالى- طمعًا بنيل الشهادة.
2. عند الشوق للقاء الله عز وجل إذا كان الإنسان واثقاً من عمله الصالح.
3. عند الخوف من التعرض للفتن.

واعلم أخي الكريم أنّه عندما يمد الله في أعمارنا كل يوم، فهذه فرصة لنا علينا استغلالها في سبيل الله وطاعته، ومداومة التقرّب منه، وأي يأسٍ يمر عليك هو مجرد فترة مؤقتة، فكل مرٍّ سيمرّ -بإذن الله-، وأي شيء يصيبك هو من عند الله، وعليك أن تصبر عليه، وألّا تجعله يُؤثر على إيمانك وتقواك ومخافتك من الله.

واعلم أنّ الله تعالى لا يُكلف نفسًا إلّا وسعها، قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)، "سورة البقرة:" فكل ما أنت فيه اختبار لمدى صبرك وتحملك، فاحتسب أجرك عند الله، واملأ وقت فراغك بالطاعات والأعمال المفيدة.