هل يلتقي الأهل والأحبة في الجنة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل الجنان، وأن يجمعنا بمن نحب في جنات الخلد، لقد ثبت بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أنّ المسلمين يجتمعون مع أهلهم ممّن دخل منهم الجنة ويتزاورون فيما بينهم، ويفرحون ببعضهم البعض كذلك، قال الله -تعالى-: (جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ). "الرعد:23"

وهذا من فضل الله -تعالى- على عباده، فيجازيهم على أعمالهم الصالحة في الحياة الدنيا، بأن يجعلهم يلتقون في الجنان ولا يتفرّقون بعدها أبداً، ويكرمهم -تعالى- أيضاً بأن يرفع من كان منهم في درجة أقل من درجات أهله ويُعلي مرتبته، دون أن ينقص من درجاتهم شيئاً، فيلحقون منازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها.

قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)، "الطور:21" فهذا دليل على أنّ الله -تعالى- يجمع بين الآباء والأبناء والأزواج والذرِّيَّات والأصحاب، فيتبعون بعضهم في الدرجات بكرمه -تعالى-.

وقال -سبحانه-: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ)، "الزخرف:70" فهذه الآية تؤكّد على أنّ النعيم والسعادة في الآخرة تكون بمشاركة من نحب وباجتماعنا معهم وليس بمفردنا، كما قال لنا الله -تعالى-: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ* هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)، "يس:55-56" فيتنعّمون مع أزواجهم المؤمنين في أعلى عليّين.

وقال -تعالى-: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، "غافر:8" فالله -سبحانه- يجعل أعين العباد تقرّ برؤيتهم لآبائهم وأزواجهم وذرياتهم معهم في منازل متجاورة، فيستمتعون ويضحكون ويتنعّمون بإذنه -عز وجل-.