حياك الله أختي الكريمة، بدايةً اعلمي أنَّ بابَ التوبةِ مفتوحٌ لا يُغلقُ، ما دامت الروحُ باقيةٌ في الجسدِ ولم تُغرغر، وإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- غفّارٌ لمن تابَ وأنابَ، مهما بلغَ وعظُمَ ذنب الإنسانِ، ومهما أسرفُ المرءُ على نفسه في المعاصي، وبناءً على ذلك فإنَّ المرأةَ إن فعلت فاحشةَ الزنا، ثمَّ تابت توبةً نصوحةً، وحققت شروطَ التوبةِ، فإنَّ الله يقبلَ توبتها.
وقال الله -تعالى- في كتابه المجيد: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، "الزمر:53" وهذه الآيةَ رحمةٌ من رحماتِ اللهِ للمسلمِ؛ إذ إنَّه يدعو من أسرف على نفسه، وفعلَ ذنوبًا كفيلةً لتُدخله قعرَ جهنَّم، وما زالَ يفعلُ الذنوب ويزيدَ عليها، إلى التوبة وألّا يقنطَ من رحمة الله -سبحانه-.
واعلمي -أختي الكريمة- أنَّ المرأةَ لا يُطلق عليها مصطلحُ "زانية" إلّا إن كانت لا تزالُ على فعلها، لكن بمجردِ توبتها وإقلاعها عن الذنبِ، فإنَّ هذا الوصفَ يرتفعُ عنها، وبناءً على ذلك فلا يصحُّ أن تُطلقي على نفسكِ وصفَ الزانية، وكوني على يقينٍ بأنَّ الله سيغفر لكِ هذا الذنبَ، إن حققتِ شروطَ التوبةِ، وهي: النّدمُ على الذنب، والإقلاعُ عنه، والعزمُ على عدمِ العودةِ إليه.
وفي الختامِ، أنصحكِ بالإكثارَ من الاستغفارِ والأعمالِ الصالحةِ؛ مثل: صلاةِ النافلةِ وقيامَ الليلِ؛ إذ أنَّ ذلكَ كلِّه سببٌ من أسباب محوِ سيئاتِ الإنسانِ، وإبدالها إلى حسنات، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚذلكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، "هود: 114" وأسأل الله العظيمَ أن يغفر لنا ذنوبنا جميعاً، وأن يٌرشدنا إلى الصواب وطريق الحقّ.