هل يجب قول صدق الله العظيم بعد انتهاء قراءة القرآن؟

حيّاك الله السّائل الكريم، وزادك حرصاً وعِلماً، وقد أفتى العديد من العلماء بجواز قول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من تلاوة القراءة الكريم، فهذا من الثّناء على الله -سبحانه- وعلى كلامه بما أثنى به على نفسه، حيث قال: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). "سورة آل عمران: 95"

وقالوا إنّ الثناء على الله جائز في كلّ وقت، وليس في ذلك مخالفة شرعية أو بدعة، بل هو من الأدب مع الله، وقد ثبت فعل النبيّ الكريم لذلك في إحدى المرات.

فعن بريدة -رضي الله عنه-: (خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ). "أخرجه أبو داود، صالح"

ويرى بعض العلماء أنّ المداومة على قول ذلك لم يرد في السنّة، ولا يصحّ تقييد ذلك الذّكر بزمان معيّن، لأنّه من الذّكر المُطلق، وأما سؤالك: هل هناك قول مخصص بعد الانتهاء من القراءة أم لا؟ فنعم، ثبت دعاء النبيّ بكفارة المجلس بعد انتهائه من تلاوة القرآن الكريم.

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: (مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً ، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ:  نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْ). "قال ابن حجر، إسناده صحيح"