1

لماذا تقسم البدعة إلى حسنة وسيئة؟

أعرف أنّ كل بدعة ضلالة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا"، أليس الأولى تسميتها سنة حسنة وليس بدعة؟ فلماذا تقسم البدعة إلى حسنة وسيئة؟

15:40 16 ديسمبر 2021 331 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 15:40 16 ديسمبر 2021

حياك الله السائل الكريم، بدايةً إنّ للعلماء طريقتان في تقسيم البدع والحكم عليها، وذلك فيما يأتي:


  1. تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة

أو تنويع أحكامها إلى خمسة أحكام؛ واجبة، ومستحبة، ومباحة، ومكروهة، ومحرمة، وهذه طريقة الإمام العز بن عبد السلام والقرافي وتابعهم بعض العلماء كابن حجر والسيوطي، وجعلوا الضابط في ذلك، كما ذكر الإمام العز: "والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة.."


أمّا حديث: (مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شيئاً)، "أخرجه البخاري"، فليس المقصود بالسنة الحسنة هي البدعة الحسنة أو الإحداث في الدين، وإنما المقصود من حثّ الناس على أمرٍ حسنٍ مشروعٍ مطلوب بأصل الشرع، وسنّ لهم دخول هذا الطريق المشروع.


  1. اعتبارها كلها مذمومة وضلالة

كما جاء في الحديث عن جابر-رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان في خطبة الجمعة يقول: (أمّا بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ). "أخرجه النسائي، صحيح".


وقالوا: هذا عموم من النبي -عليه الصلاة والسلام- نصّ فيه أنّ كلِّ أمرٍ محدثٍ في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة ولم يستثنِ من ذلك شيئاً، ولكن من المهم الانتباه إلى أنّ البدعة المقصودة هنا في كلام هؤلاء العلماء: هوكل أمر مُحدَثٍ في الدين يقصد صاحبه التقرب إلى الله ولم يأتِ عليه دليل من الكتاب أو السنة.


أو كما عرّفها الشاطبي -رحمه الله- بقوله: "طريقة في الدين مُخترعة، تضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبُّد لله -سبحانه-".

والدليل على المنع منها وتحريمها قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ). "أخرجه البخاري"


وأنبهك أخيراً إلى أنّه قد يشتبه على بعضهم قول عمر -رضي الله عنه- لما جمع الناس على صلاة التروايح: "نِعمَ البدعة هي"؛ فالجواب أنّه قصد البدعة اللغوية يعني الأمر الجديد، وهو استمرار الناس على الاجتماع على صلاة التراويح، بعد أن ترك النبي -عليه الصلاة والسلام- جمعهم خشية أن تُفرض عليهم.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع