هل كان الصحابة يزورون قبر الرسول؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أختنا الكريمة، وزادك الله حباً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام، وفاضلي هذه الأمة، وأن يحشركِ معهم، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يزيدك تبحراً في العلم، فبه النجاة والارتقاء في الدنيا والآخرة.

أما بالنسبة لسؤالك عن موضوع زيارة الصحابة لقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عند ابن حجر العسقلاني، عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه: "كان إذا قدِمَ من سفرٍ بدأَ بالمسجدِ فصلَّى فيهِ ركعَتينِ ثمَّ أتى القَبرَ، فقال السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ، السَّلامُ عليك يا أبا بكرٍ ، السَّلامُ عليك يا أبَه".

وأشير عزيزتي إلى عدة نقاط مهمة:

1. زيار القبور -ابتداء- من الأمور المشروعة التي فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان يزور البقيع وشهداء أحد بين الحين والآخر، كما أن زيارتها ترقق القلب وتذكر بالموت، وقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم: (زَارَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).
2. ولكن لا يشرع شد الرحال إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بل إلى مسجده، وتكون الزيارة للقبر الشريف أثناء زيارة المسجد.
3. يشرع للمسلم عند زيارة القبور إجمالاً أن يدعو بالدعاء الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه عند زيارة القبور، وقد أورده مسلم في صحيحه: (السَّلَامُ علَيْكُم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ).

والله -تعالى- أعلم، وجزاكم الله خيرا.