ما هو دعاء دخول القبور؟

في البداية رحم الله صديقك، وغفر له، وأعظم الله أجرك، وأسكنه فسيح جناته، وجزاك الله عن فعلك هذا كل خير، وكتب لك الأجر وحسن العمل.

لقد ثبت في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن دعاء المقابر عندما ذهب لزيارة قبور أهل البقيع والاستغفار لهم، فقال: (السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بكُمْ لَلَاحِقُونَ)، وفي رواية أخرى: (أسأل الله لنا ولكم العافية).

ويستحب زيارة الميت في أي وقت وفي أي يوم ليلاً أو نهاراً، تسنّناً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وللاعتبار والتذكرة، فهؤلاء الموتى كانوا بيننا، يأكلون، ويشربون، ويضحكون، ويخرجون، أما الآن فقد أصبحوا مرهونين بعملهم.

كما أن زيارة القبور تدعو المسلم لتذكر الآخرة، وأن المرجع إلى الله -سبحانه-، وما الدنيا إلا دار عبور، ويسنّ كذلك الزيارة للسلام على أهل القبور من المسلمين، و الدعاء للأموات، والترحم عليهم.

لكنّني أنصح السائل إن كان في زيارته ما يجدد الأحزان، ويجعله مهموماً مغموماً، ويمكّن الشيطان من قلبه، ويلهيه عن ذكر الله -تعالى- وحسن العمل في دنياه ولآخرته، فإنني أنصحه بمباعدة الزيارة لصاحب القبر، والانشغال بالأعمال التي تفيده وتصل أجرها إليه؛ كالصدقات، وأعمال الخير، والحج والاعتمار عنه، والدعاء له في مواطن الإجابة، وغيرها من الأعمال التي يُهدى ثوابها إلى الميت.

فإن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاثة أمور، وهي : (إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)، فقد ثبت هذا الحديث النبوي في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.