هل تزوج عبدالله بن عبد المطلب قبل أن يحفر عبد المطلب بئر زمزم؟

حياك الله السائل الكريم، هذه المعلومة غير صحيحة، والصحيح أنّ عبد الله بن عبد المطلب والد النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يكن قد ولد أصلاً عندما حفر والده عبد المطلب بئر زمزم بل كان حفر والده لبئر زمزم هو سبب نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده، وما جرى بعد ذلك من أحداث.

وذكر أهل التاريخ في قصة حفر بئر زمزم أنّ عبد المطلب جد النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى في منامه مناديًا يأمره بالبحث عن بئر زمزم وإظهارها وإخراج مائها للناس، بعد أن طويت البئر، وخفيت على الناس بمرور السنين، وجعل في الرؤيا له علامة على مكان البئر.

وبعد تكرار الرؤيا ثلاث مرات علم عبد المطلب أنّها رؤيا حق، فقام إلى حفرها واستدلّ على مكانها بالعلامة المذكورة في الرؤيا، ولم يكن معه من الولد إلّا ابنه الحارث بِكرُه، فتعبا في الحفر فنذر إنّ رزقه الله عشرة من الولد ليذبحنّ أحدهم قربانًا لله -تعالى-.

ثم حصل في القصة أن ظهرت بئر زمزم، ونازعته قريش في مائها ورغبوا في مشاركتهم، فرفض عبد المطلب وأرادوا الاحتكام إلى كاهنة في قصة انتهت بتسليم قريش البئر لعبد المطلب، وإقرارهم بأحقيّته في القيام على مائها وسقاية الحجيج منها.

وبعد ذلك رزقه الله عشرة من الولد كان آخرهم وأحبهم إليه عبد الله والد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأراد تحقيق نذره بذبح أحدهم، فأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبد الله، فلمّا همّ بذبحه منعته قريش، وعرضوا عليه أن يقرع بينه وبين عشرة جمال، فإن خرجت عليه القرعة زاد عشرًا، وهكذا حتى تخرج القرعة على الجمال.

وفعل عبد المطلب ذلك، فكانت القرعة تخرج على عبد الله حتى بلغ عدد الإبل 100، فخرجت القرعة على الإبل، فذبحها عبد الله بن المطلب بدلا من ابنه عبد الله، ثم بعد ذلك كبر عبد الله وترعرع حتى صار شابًا فتيّاً، وخطب آمنة بنت وهب وتزوجها، وبهذا تعلم أن زواج عبد الله من آمنة كان بعد حفر بئر زمزم بسنوات.