السلام عليكم أنا أعرف أنّ جدّ النبي عبد المطلب قد اعتنى بالنبي وحماه من أذى الكفار، لكنّه لم ينطق لا إله إلا الله قبل موته، فهل هذا يعني أنّه سيدخل النار؟ أم هل جد الرسول عبد المطلب يدخل الجنة؟
1
السلام عليكم أنا أعرف أنّ جدّ النبي عبد المطلب قد اعتنى بالنبي وحماه من أذى الكفار، لكنّه لم ينطق لا إله إلا الله قبل موته، فهل هذا يعني أنّه سيدخل النار؟ أم هل جد الرسول عبد المطلب يدخل الجنة؟
1
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في البداية أختي الكريمة إنَّ جدَّ الرسول تُوفي عندما كان النبيُّ صغيرًا، أي قبل بعثة رسول الله وقبل أن يلقى ما لقيَ من كفار قريش، وبناءً على ذلك فإنّ عبد المطلب لم يشهد عصر الإسلام لينطق كلمة التوحيد، وهو بذلك يكون قد مات على الشرك.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ من مات على الشرك قبل مجيء الإسلام فإنَّه يأخذ حكم أهل الفترة؛ إذ إنَّه يُمتحن يوم القيامةِ، ودليلهم في ذلك الحديث الثابت الذي رواه ابن تيمية في كتابه درء التعارض، وهو قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كانَ يومُ القيامةِ جَمعَ اللَّهُ أَهلَ الفَترةِ والمعتوهَ، والأصمَّ، والأبكمَ والشِّيوخَ الَّذينَ لم يدرِكوا الإسلامَ، ثمَّ أرسلَ إليهِم رسولًا أنِ ادخُلوا النَّارَ، فيقولونَ: كيفَ ولَم يأتِنا رُسُلٌ؟ قالَ: وأَيْمُ اللَّهِ لو دخلوها لَكانت عليهم بردًا وسلامًا، ثُمَّ يرسِلُ إليهِم رسولًا فيطيعُه مَن كانَ يريدُ أن يطيعَهُ).
وبناءً على هذا الحديث الشريف فلا يُمكن الجزم بمصير جدِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا الحكم عليه إن كان في النار هو أم في الجنة [١] .
واعلمي أختي الكريمة أنَّ ابن حجر العسقلاني ذهب إلى أنَّ عبد المطلب في النارِ، واستدلَّ بالحديث الضعيف الذي رواه ابن الوزير اليماني في كتابه العواصم والقواسم عن عبد الله بن عمرو أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لابنته فاطمة: (لو بلغتِها ما رأيتِ الجنَّةَ حتى يراها جدُّ أبيكِ).
وفي الختام اعلمي أختي الكريمة أنَّ الذي شهد بعثة النبي وحماه من أذى كفار قريش ودافع عنه هو عمُّه أبو طالب، وهو الذي لم ينطق بكلمة التوحيد، لذلك فقد حكم أهل العلم عليه أنَّه في النار، ولا سيما أنَّ النبي أخبر أنه من أهل النار بأحاديث صحيحة.
والله تعالى أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.