هل ترث الجدة من بنات ابنتها؟

حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرحم موتانا وجميع موتى المسلمين، وعند النظر إلى السؤال نجد أن هناك مسألتين في الميراث:

1. الأولى

توفيت امرأة وتركت زوج، وأبناء، وأم، وجدة؛ وفي هذه الحالة الجدة محجوبة بالأم فلا ترث.

1. الثانية

توفيت امرأة، وهي هنا أم المتوفاة في المسألة السابقة، وتركت: أم وهي الجدة، وأحفاد من ابنتها المتوفاة، وهنا ترث الأم أي الجدة من بنتها إما الثلث أو السدس بحسب الورثة في هذه المسألة.

ويمكننا صياغة السؤال بشكلٍ أوضح فنقول: إذا توفيت امرأة ولها جدة لأم، فهل ترث الجدة من حفيدتها؟؛ نعم ترث السدس فرضاً، بالرغم من وجود الأب، لأنّ الأب يحجب الجدة الأبوية فقط، وهي التي تنتسب إلى الميت بواسطته وعن طريقه.

ويتميّز ديننا الحنيف بأحكام شرعية تناولت أحكام الميراث والتَّركات بشيءٍ من التفصيل، حيث جاءت هذا الأحكام منظّمة بآيات مخصوصة، وردت في عدّة مواضع في القرآن الكريم، وقد تناولها العلماء بالدراسة والعناية حتى وصلت لنا واضحةً جليةً.

وبالنسبة لميراث الجدة، فله أحكام مخصوصة ولها حالات وشروط خاصّة حتى ترث، فهي ترث بشرط أن تكون جدّة صحيحة، ولا يوجد في الورثة من يحجبها عن ميراثها، والحالات التي تحجب الجدّة الصحيحة عن ميراثها كما يأتي:

1. وجود الأم

وهي تحجب جميع الجدّات سواء كنّ أميات أو أبويات، لأنّ الجدات يرثن باعتبار الأمومة، فإذا وجدت الأم الحقيقية المباشرة فلا ترث الجدة.

1. وجود الأب

وهو يحجب الجدة الأبوية فقط: أم الأب، وأم أب الأب، ولا يحجب الجدّة من جهة الأم؛ لأنها لا تنتسب إلى الميت عن طريقه.

1. وجود الجد الصحيح

الجد يحجب كلّ جدة تنتسب إلى الميت عن طريقه.

1. وجود الجدة القريبة

تحجب الجدة القريبة الجدة البعيدة أياً كانت القريبة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أحكام الميراث دقيقة جداً، وتتغير بحسب معطيات المسألة، فوجود شخصٍ وارث قد يؤثر على باقي الورثة، من ناحية الأنصبة والحَجب، وبالتالي يجب عرض المسألة بدقة على المختصين في دائرة الإفتاء في بلدك مخافة الوقوع في الخطأ أو الظلم.