كنت أبحث عن حكم من نام عن الصلاة حتى خرج وقتها أو أخّرها، لأنّ زوجي يأتي متعباً من العمل ويُناقشني أنّه معذور في تأخير الصلاة بسبب التعب والنوم، فهل يجوز تأخير صلاة الظهر بسبب النوم؟ وهل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة؟
0
كنت أبحث عن حكم من نام عن الصلاة حتى خرج وقتها أو أخّرها، لأنّ زوجي يأتي متعباً من العمل ويُناقشني أنّه معذور في تأخير الصلاة بسبب التعب والنوم، فهل يجوز تأخير صلاة الظهر بسبب النوم؟ وهل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة؟
0
0
حياك الله السّائلة الكريمة، وأسأل الله أن يرشدكما للخير دائماً، واعلمي أنّ النّوم الذي يُسبّب تأخير الصلاة أو تفويتها منه ما يُعذر فيه صاحبه، ومنه ما لا يُعذر فيه، ودعيني أوضّح لك ذلك في النّقاط الآتية:
إذا غلب على المسلم النّوم من غير اختياره، أي كان قبل نومه عازماً على عدم تفويت الصّلاة، واستعان بما يوقظه عليها، ولم يتساهل في ذلك، ثمّ غلبه النوم واستغرق معظم وقت الصلاة، أو أدّى إلى تفويتها، فلا إثم عليه في هذه الحالة، لقول الله -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). [البقرة:286]
ولقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ)، [أخرجه مسلم] ولا إثم على مَن فاتته الصلاة أو أخّرها في هذه الحالة؛ لأنّه لم يكن قاصداً لذلك، ولم يتساهل في هذا الأمر، وعلى المسلم عموماً أن يأخذ بالأسباب التي تُعينه على الاستيقاظ لأداء الصلاة وعدم تفويتها أو تأخيرها لآخر وقتها؛ حتّى لا يطاله الإثم بسبب تساهله.
إذا تساهل المسلم في ذلك وأدّى إلى تأخير الصلاة حتى خرجت عن وقتها فهو آثمٌ، وتلزمه التوبة الصادقة والاستغفار، وذلك مثل أن ينام بعد دخول وقت الصّلاة، أو يتحرّى النّوم في أوقات الصلاة خصِّيصاً، ولا يحرص على الأخذ بالأسباب التي تُعينه على عدم تفويت الصلاة، أو يستيقظ من نومه ويتكاسل عن أداء الصلاة حتى يفوت وقتها.
وكفى أن يعلم العبد إثم التساهل في تضييع الصلاة بما جاء عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: (عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّؤْيَا، قالَ: أَمَّا الذي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بالحَجَرِ، فإنَّه يَأْخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، ويَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ)، [أخرجه البخاري] ومعنى يُثلغ أي يُشقّ رأسه بالحجر.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.