ما حكم تأخير الصلاة بسبب النوم؟

حياك الله، وأعانك على عملك وتعبك. إنّ الواجب على المسلم أن يؤدي الفرائض التي فرضها الله -سبحانه- عليه، وأمرّه بالمحافظة عليها بأخذ جميع الأسباب التي تعينه على ذلك، ولقد تكلّم العلماء بمسألة فوات أداء صلاة الفجر عن موعدها، أو بتأخيرها حتى انقضاء وقتها؛ فذهبوا إلى ما يأتي:

1. إن كان رجوعك من عملك متأخراً؛ إلى الحدّ الذي يضيق فيه الوقت بين عودتك وصلاة الفجر؛ فيجب عليك انتظار الأذان والصلاة أولاً، وبعد ذلك ترتاح وتنام.
2. إذا غلب على ظنّك الاستيقاظ للفجر مع ضيق الوقت بعد انتهاء عملك والصلاة، جاز لك النوم على أن تستيقظ لأداء الصلاة في وقتها.
3. أن تجاهد نفسك، وتأخذ بأسباب الاستيقاظ المُعينة لك؛ كضبط المنبه، والاستعانة بالأهل، ونحو ذلك من الأسباب النافعة.
4. أن لا تعتاد ذلك، مفرطاً في تركك لصلاة الفجر، وأن تحرص على جبر هذا الخلل إذا وقع منك؛ بقضاء الصلاة الفائتة متى استيقظت، وأن تحافظ على السنن والنوافل.

وفي الختام؛ أذكر لك حديث صفوان بن أميّة -رضي الله عنه- الذي جاء شاكياً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي لا أصلي حتى تطلعَ الشمسُ؛ فإنا أهلَ بيتٍ قد عرفَ لنا ذاكَ؛ لا نكادُ نستيقظُ حتى تطلعَ الشمسُ؛ فقالَ -صلى الله عليه وسلم-: فإذا استيقظتَ فصلِّ). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]

حيث قبل النبي - عليه السلام- عذر صفوان -رضي الله عنه-؛ رفقاً به وبتقصيره؛ فلعلّ ذلك لم يقع منه دائماً برغبته وتعمّده.