هل المؤمن يخاف من منكر ونكير؟

حياك الله، وأسأل الله العظيم أن يُثبتك على الدين وأن يقوِّي إيمانك، إن الخوف من عذاب القبر والخوف من منكر ونكير وأهوال يوم القيامة وغيرها، لا يدل على النفاق أبداً، فقد وصف الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين، بأنهم لا يأمنون عذاب ربهم ويخافونه ^[١] ، ويرجون رضوانه ومغفرته، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ* إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ). "المعارج: 27-28"

والمؤمن التقي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، المُكثر من فعل الصالحات، المجتنب للنواهي والمنكرات، لن يخاف من منكر ونكير بإذن الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). "البقرة: 277"

فلا يوجد أيّ نصٍ في القرآن الكريم أو في السنة النبوية يدل على خوف المؤمنين منهم، بل على العكس من ذلك، فالله -تعالى- طمأننا بأنّه يُثبّت قلوب المؤمنين عند مجيء منكر ونكير لسؤالهم في القبر ^[٢] ، قال الله -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ). "ابراهيم: 27"

وقد قال الله أنّ المؤمنين في الجنة يتحدثون فيما بينهم، بأنهم كانوا يخافون من عذاب ربهم في الدار الدنيا، وكانوا خائفين من عذابه وعقابه، فقال -تعالى-: (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ) "الطور: 26" فالخوف من العذاب فيه خير، ولا يدل على النفاق -بإذن الله-، وما تشعر به من خوفٍ هو بسبب التفكير بالقبر أو بمنكر ونكير.

وصفات المنافقين تختلف عمّا تصفه فقد ذُكِر بعض منها في حديث أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ). "أخرجه البخاري"