0

هل الشديد من أسماء الله الحسنى؟

اشترى زوجي مصاحف بطبعة ملونة وعلى الغلاف نُقشت أسماء الله الحسنى لكنّها تختلف من طبعة لأخرى ولا أجد اسم الله الشديد في جميع النسخ فهل الشّديد من أسماء الله الحسنى؟

14:54 16 فبراير 2022 1874 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
عبد الرحيم الشريف
عبد الرحيم الشريف . الشريعة
تم تدقيق الإجابة 14:54 16 فبراير 2022

حياكم الله ونفعكم الله بتلاوة المصحف الذي بين يديكم، وجعلكم أسرة صالحة تحرص على تلاوته والعمل بما فيه، بالنسبة لاسم "الشديد" فالراجح أنه ليس من الأسماء الحسنى الثابتة لله سبحانه وتعالى، وإن قال به بعض العلماء كابن حجر والصنعاني، لكن أكثر العلماء المحققين لم يُثبتوه معها.


وورد وصفُ عِقاب الله تعالى بأنه شديد: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾؛ "المائدة: 2" فالآية وصفت شدة عِقاب الله تعالى أحياناً لبعض الناس في بعض الوقت، ولم تذكر صفة ذاتية ثابتة لله تعالى دائمة لا تتغير كالرحمة والقوة. وكذلك وصفت بطشه بالشدة (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)، "البروج: 12" والشدة للبطش مؤقتة، ووصف أخذه للكفار بالحيلة التي تخفى عليهم، فوصف ذلك الأخذ بأنه: ﴿شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾. "الرعد: 13"


وهنا قاعدة مهمة في أسماء الحسنى وهي: أنه لا يجوز اشتقاق أسماء حسنى لله سبحانه وتعالى مِن بعض صفات أفعاله المرتبطة بزمن أو بحال، ولذلك يقول الدكتور عمر الأشقر: "لا يدخل في أسماء الله ما كان مِن صفات أفعاله، أو صفات أسمائه، مثل: شديد العقاب، وسريع العقاب، وسريع الحساب، وشديد المحال، ورفيع الدرجات..".


فلا يجوز أن نقول إنَّ من أسماء الله الحسنى:


  1. الرفيع؛ لأنه رفيع الدرجات.
  2. السريع، لأنه سريع الحساب.
  3. الشديد؛ لأنه شديد العقاب.
  4. الماكر؛ لأنه خير الماكرين.


والسبب في ذلك: أنَّك حين تتأمل تلك الصفات لله تعالى فإنك ستجد القرآن الكريم لم يستعملها في وصف الله سبحانه وتعالى إلا وتلك الصفات إما مُضافة، أو موصوفة وليست مذكورة بصيغة تدل على التسمي بها "كالرحمن والرحيم والغفور.."، ومِن الأدب أن لا نستعمل ذلك اللفظ المختص بالله على سبيل التسمي به معزولاً عن السياق الذي ورد فيه.


وإذا تأملنا مناجاة النبي الكريم لربه: (والشَّرُّ لَيسَ إليكَ) فإنه يدل على أنَّ كل أسمائه حسنى؛ لذلك لا ينبغي أن يُسمّى باسم نفهم منه الدوام على صفة فيها معنى الشر، فلا نسميه باسم يدل على أنه سبحانه وتعالى معاقب للناس دائماً، أو غضبان دائماً، أو منتقم دائماً؛ لأن الشر لا يُضاف إلى الله تعالى، ولا إلى أي اسمٍ هو له جل جلاله فكل أسمائه حسنى.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع