هل الجرجير من طعام أهل النار؟

حياك الله السائل الكريم، إنَّ الروايات التي يتم تداولها من قبل بعض الناس، بأنّ الجرجير ينبت في جهنم، أو أنّ شجرة الجرجير تنبت على باب النّار، أو أن الجرجير هو طعام أهل النار وغيرها من الأقوال التي تُنسب إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، لا أصل لها من الصحة، بل هي موضوعة؛ لأن رواة السند فيه مجاهيل وضُعفاء، والروايات مرسلة وغير صحيحة، أما فيما يخص لباس أهل النار فإن هناك آيات عديدة ذكرته في القرآن.

وممّا ورد في القرآن عن طعام أهل النار ما يأتي:

1. إن شجرة الزقوم تغلي في بطون أهل النار ^[١] ، فقال الله -تعالى-: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الْأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ). "الدخان:43-46"
2. الغسلين؛ وهو صديد أهل النار الحار والنتن الرائحة والطعم ^[٢] ، قال -تعالى-: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ* وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ). "الحاقة:35-36"
3. الضريع؛ وهو نبات ذو شوك لاصقٍ بالأرض، قال -تعالى-: (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ* لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ). "الغاشية:6-7"

علينا التثبُّت وعدم تصديق كل ما يُقال على لسان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وسؤال أهل العلم الشرعي، فالجرجير لا علاقة له بعذاب النار ولا بطعام أهل النار، فإن طعام أهل النار الوارد في سورة الغاشية لم يرد فيه الجرجير وكذلك في سورة الحاقة والدخان وغيرها.

أهلاً بك أخي السائل، ونسأل الله -تعالى- أن يُجيرنا وجميع المُسلمين من النار، واعلم أن ما ورد في أن الجرجير من طعام أهل النار، أو أنها من الشجر الذي ينبت في جهنم، فهو من الأحاديث الموضوعة والباطلة، فقد جاء في قولٍ: "وَذكر الجرجير، فَقَالَ: كَأَنِّي أنظر إِلَى شجرتها نابتة فِي جَهَنَّم، وَذكر الكمأة والكرفس"، بل ذكر هذا القول ابن الجوزي في كتابه الموضوعات، وحكم عليه بقوله: إنه لا يُشك في وضعه.

وينبغي على المُسلم أن يتحرى الأحاديث الصحيحة في الأمور الغيبية، ومنها طعام أهل النار، وأمّا ما جاء في طعام أهل النار من الآيات سأذكر ما يأتي:

1. شجرة الزقوم وهي أفظع الأشجار، وهي خبيثة الريح والطعم، وذكرها الله -تعالى- في آياتٍ كثيرة، كقوله: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الْأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ). ^[١]
2. طعام الضريع، والغسلين، والزقوم، وطعام ذو غصة، لقوله -تعالى-: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا* وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا). ^[٢]