ما هو طعام أهل النار الوارد في سورة الغاشية؟

حياك الله السائل الكريم، نسأل الله أن يُعيذنا وإياك من عذابه وأن يرزقنا جنته، جاء في سورة الغاشية قوله -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ* عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ* تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً* تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ* لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ* لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ). "الغاشية:1-7"

اشتملت الآيات على ذكر وصف أهل النار، ووصف حالهم ووصف شرابهم وطعامهم، وتوضيح ذلك فيما يأتي:

1. أما شرابهم: (تسقى من عين آنية)

والمعنى أنّ شرابهم الذي يشربونه هو ماء حار شديد الحرارة والغليان، تتقطع منه أمعاؤهم وتسقط منه جلود ووجوههم -نسأل الله العافية-، وقال الله -تعالى- في وصف ماء أهل النار: (كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)، "محمد:15" وجاء في سورة الكهف قوله -تعالى-: (وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا). "الكهف:29"

1. أما طعام أهل النار: (ليس لهم طعام إلا من ضريع* لا يسمن ولا يغني من جوع)

والضريع أكثر المفسرين فسّروه على أنّه الشوك، قال البخاري في صحيحه: "قال مجاهد: الضريع نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم"، وقال بعض المفسرين هو نفس الزقوم، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ *طَعَامُ الْأَثِيمِ). "الدخان:34-44"

وقد يكون الضريع هو نفسه الزقوم وهو شوكٌ مثل رؤوس الشياطين، كما وصفها الله -تعالى- بقوله: (إنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ* فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ). "الصافات:46-66" وقد وصف الله -تعالى- هذا الطعام بعدم الفائدة، فهو لا يُسمن ولا يحصل به المقصود، ولا يغني من جوع فلا يندفع به محذور كما قال عنه ابن كثير -رحمه الله-.