كنت أتساءل إذا كان كلّ شيء مقدر ومكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلقنا، فهل الهداية والضلال من الأمور المسير إليها الإنسان؟ أو مخير فيها؟
0
كنت أتساءل إذا كان كلّ شيء مقدر ومكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلقنا، فهل الهداية والضلال من الأمور المسير إليها الإنسان؟ أو مخير فيها؟
0
0
حياك الله، إنَّ الإنسان مُخير وكذلك هو مُسيَّر، وفيما يأتي بيان ذلك:
أما تخييرهُ فقد جاء من كونه حراً صاحب إرادة يجدها في نفسه يختار ما يريد أن يفعل، قال الله -تعالى- : (وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ)."سورة التوبة: 105"
فقد تضمنت هذه الآية معنى كون الإنسان مُخير وهو أنَّ الله -تعالى- أمر عباده بالعمل وطلب منهم أن يهتدوا ويؤمنوا، فمن كان مُسيراً لا يُؤمر! والعبد أيضاً مُحاسب على فعله ومن كان مسيَّرا لا يُحاسب! لأنَّ أمره عَبَث ومحاسبته ظُلم على شيء لم يكن له يد به.
وقال -تعالى-: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، "سورة الإنسان: 3" فبيَّن الله -تعالى- الطريق والإنسان يختار إما الشُكر أو الكُفر، ولا يظلم ربك أحداً، ولو لم يكن مُخيراً لكان كالحجر أوالهواء يُسيِّرُه غيره.
وأمَّا كونه مُسيَّر فقد جاء من كونه لم يختر أباه ولا أخاه ولا لون شعره ولا عُمره وهكذا، فالأمور التي يُطلب من الإنسان فعلها هي من تخييره، والأمور التي لم تُطلب منه فهذه من تسييره.
لذا الإنسان بين ابتلائين وهما:
ومعنى أن كل شيء مكتوب من قبل فلماذا يعمل العبد ويسعى؟
فأقرب مثال لفهم ذلك؛ لو علم أخوك أنك ستذهب إلى أكثر من مكان في يومٍ واحد وكتب ذلك في سجله، ثم ذهبتَ إلى كل الأماكن التي كتبها أخوك فهل ألزمكَ بشيء؟ لا، وكتابة الله -تعالى- وعلمه كاشف لما ستعمل، فكتب ما علم أنك ستعمله.
والله -تعالى- أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.