حيّاك المولى، للإجابة عن جميع تساؤلاتك أبيّن لك ما يأتي:
- هل استخدام الكحل حرام؟
اعلم أخي السائل أنّ وضع الكحل مشروع للنساء والرجال على سواء؛ فلا بأس باستخدامه ووضعه لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يكتحل؛ ومما دلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اكتحِلوا بالإثمِدِ فإنه يجلو البصرَ وينبتُ الشعرَ)، وفي رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- كانت له مِكحلةٌ يكتحِلُ بها كلَّ ليلةٍ). [أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني]
أمّا في مشروعية استخدام الكحل للنساء، فقد جاء ذلك في عموم قوله -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)، [الأعراف: 32] كما ثبت في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن الحج: (.. وقَدِمَ عليٌّ من اليمنِ ببُدنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فوجد فاطمةَ -رضي اللهُ عنها- ممَّن حَلَّ؛ ولَبِسَت ثيابًا صَبيغًا، واكتَحَلَت). [أخرجه مسلم]
- هل يجوز للمرأة الخروج بالكحل؟
لقد تعددت آراء أهل العلم في هذه المسألة؛ لتعدد آرائهم في تفسير قوله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)؛ [النور: 31] وذلك على النحو الآتي:
- عدّ ابن عباس -رضي الله عنه- ومن تبعه؛ أنّ الكحل من الزينة الظاهرة التي يجوز للمرأة إظهارها لغير المحارم.
- ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ كل ما يزيد من حُسن المرأة، ويلفت الأنظار إليها هو من الزينة التي يُحرم على المرأة إظهارها لغير المحارم، وبه أفتت دائرة الإفتاء الأردنية.
- كما فرّق بعض أهل العلم بين الخروج بالكحل وبين إظهاره؛ حيث قالوا بجواز الخروج به إن استطاعت المرأة إخفاءه بالنقاب أو النظارات الشمسيّة، بحيث لا يظهر أمام الأجانب من الرجال.
- هل الكحل يُفطّر؟
يحسن التذكير في هذا المقام أنّ كل ما يضعه الصائم في عينه كالكحل أو القطرة؛ مما لا يظهر تأثيره في حلقه فهو لا جائز أثناء الصوم، ولا يُعدّ من المفطرات؛ وهذا باتفاق أهل العلم.