من هم الأشخاص المأهلون للتجديد في الشريعة الإسلامية؟

حياك الله السائل الكريم وبارك بك، إن الحكم على شخص بأنه مجدد للشريعة الإسلامية أم لا، ليس بهذه السهولة كما يظن البعض، ولا يكون الشخص ذاته هو من يحكم على نفسه بذلك؛ بل باجتماع أهل العلم بعد التأكد من تحقق جميع الشروط فيه، ويمكن ذكر أهم الشروط التي ينبغي أن تتوافر في مجدد الشريعة الإسلامية فيما يأتي:

1. ينبغي أن يتصف المُجَدِد بصفاء العقيدة، وخلوها من أيَّة شوائب أو اختلالات، وأن يُعرَف بسلامة المنهج والطريق الذي يسير عليه في حياته.
2. الاجتهاد؛ فقد اشترط السيوطي في أرجوزته تحفة المهتدين بأخبار المجددين، في المجدد أن يكون مجتهدًا، فقال: "عالمًا يجدد دين الهدى لأنه مجتهد".
3. أن يُراعِي في تجديده البيئة والظروف التي يعيشها العالم، وسلوك الأفراد وطريقة تفكيرهم.
4. أن ينفع بتجديده هذا أعدادا كبيرة جداً من الناس.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها)، "أخرجه السيوطي، صحيح" إذ يرسِلُ الله -عز وجل- للأمة الإسلامية أو للعالم أجمع، من يعيد التذكير بالدين والإسلام، وأحكامه وشرائعه وسننه التي تركها وهجرها غالبية المسلمين.

وفي هذا بيان لحفظه -تعالى- للدين الإسلامي من التحريف والتشويه والنسيان حتى قيام الساعة. فإذا كان هذا الشخص قد نفع هذه الأمة فعلًا، وأحيى سنَّة من سننها، وخلَّصها من بعض البدع أو المحدثات، وطبَّقَ الأحكام الشرعية على واقع الحياة التي يعيش فيها، وكان في ذلك مخلصًا لله -سبحانه وتعالى-، فقد يكون من ضمن المجددين للدين.

ومع هذا فلا يمكننا الجزم بذلك؛ لأنه ينبغي اجتماع أقوال الأئمة والعلماء على كونه مجددًا، كما اجتمعوا في قولهم عن عمر بن عبد العزيز، والشافعي، وغيرهم في أنهم مجددون للدين وللشريعة الإسلامية.