متى توفي سعد بن أبي وقاص؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله لك في هذه الصحبة الطيبة النافعة، كانت وفاة الصحابي الجليل والمجاهد سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-؛ في سنة خمسٍ وخمسين للهجرة، في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.

توفي في منطقة تسمّى العقيق، وتبعد عن المدينة المنورة سبعة أميالٍ، حُمل منها ودفن بالبقيع في المدينة المنورة، وقد ثبت عنه في صحيح مسلم، أنّه عندما مرض، وكان على فراش الموت قال لمن عنده: (الحَدُوا لي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا، كما صُنِعَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ)، "أخرجه مسلم".

وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وكان من السابقين إلى الإسلام، وشهد الوقائع كلها، وكان أول من رمى سهماً في سبيل الله، وقد قال له النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي)، "رواه البخاري عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-".

وقد كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة، وقام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بتوليته على الكوفة، فقاتل وشارك بالعديد من الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، وكان على رأس جبش القادسية، وفُتحت مدينة العراق على يديه، وكان على رأس معركة الجلولاء التي سمّيت بفتح الفتوح، ولم يشهد سعد واقعة الجمل ولا صفّين، وكان آخر المهاجرين موتاً، وقيل إنّه توفي وعمره اثنين وثمانين سنةً.

وقد كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- آيةً في الزهد، والعزوف عن الدنيا ومُغرياتها، رغم ما كان لديه من ثراءٍ عظيمٍ، ومالٍ وفيرٍ، إلّا أنّه رغب في الآخرة، طمعاً بما عند الله -سبحانه وتعالى-، فرضي الله عن سعد وعن الصّحابة أجمعين.