ما قصة إسلام سعد بن أبي وقاص؟

حيّاك الله، سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- هو أحد السّابقين إلى الإسلام، حتى قال عن نفسه أنه ثالث من أسلم، وقد أسلم سعد -رضي الله عنه- وعمره سبع عشرة سنة، وكان دخوله الإسلام على يد أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه-.

ولمّا سمعت أمّه بإسلامه غضبت غضباً شديداً وحاولت بكل الطرق أن تردّه عن دينه، إلا أنها لم تنجح بذلك؛ فقد كان يملك إيماناً مثل الجبال الرواسي، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه موقف أم سعد عندما أسلم ابنها، حيث إنها حلفت أنها لن تكلّمه ولن تأكل شيئاً ولن تشرب حتى يعود عن دينه.

وقالت له: إنّك تزعم أن دينك قد أمرك أن تُحسن إلى والديك، وبَقِيَت على هذا الحال ثلاثة أيام حتى أجهدها الأمر، فسقاها أحد أبنائها، فأخذت تدعو على سعد، فأنزل الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا). "سورة لقمان: 15"

وفي رواية أخرى أنّ سعد حلف لوالدته بعد الأيام الثلاثة بأنّه لو كان لها مئة نفس وخرجت منها واحدة واحدة ما ترك دينه، ودعاها أن تترك ذلك وتأكل وتشرب، فأكلت وشربت. وقد تُوفّي سعد -رضي الله عنه- سنة خمس وخمسين للهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، في مدينة العقيق، بالقرب من المدينة المنورة.

وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وكان مُستجاب الدعوة وله في ذلك حكايات، وهو أوّل من أراق دماً في الإسلام في مكّة، وشهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- المَشاهد، وكان قائد معركة القادسية الفاصلة مع الفرس، وبعدها فتح المدائن عاصمتهم الكبرى في حركة الفتوح في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.