متى ترفع الأعمال إلى الله يوم الإثنين؟

وعليكم السلام ورحمة الله، حياكم الله ووفقنا وإياكم إلى صالح الأعمال والأقوال، بدايةً إنّ رفع الأعمال يكون بصورة دائمة متتابعة، لا تباطؤ فيها ولا تراخي، دون النظر إلى إتمام اليوم، فعمل النهار يُعرض بالليل، وعمل الليل يُعرض بالنهار.

وإن عُرضت الأعمال التي قام فيها العبد خلال نهاره من يوم الإثنين في الليل، فإن لها عرضاً آخر في نهار اليوم التالي لما كان من العبد في ليله، وكل ذلك عند الله -سبحانه- في الكتاب: (لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى). "طه: 52"

ومن خلال الاطلاع على الأحاديث النبوية، نجد أنّ أعمال الإنسان تُعرض على الله -سبحانه- في أوقات محددة، وهي:

1. يومياً

أعمال اليوم في النهار تُعرض في الليل، وأعمال الليل تُعرض في اليوم التالي من النهار، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللَّهَ لا يَنامُ ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ، يَرْفَعُ القِسْطَ ويَخْفِضُهُ، ويُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ النَّهارِ باللَّيْلِ، وعَمَلُ اللَّيْلِ بالنَّهارِ). "أخرجه مسلم"

1. أسبوعياً

وذلك في يوميّ الإثنين والخميس، فقد صحّ عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ الأعمالَ تُعرَضُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عملي وأَنا صائمٌ). "أخرجه ابو داوود، صحيح"

1. سنوياً

وذلك في شهر شعبان، فقد روى أسامة بن زيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ). "أخرجه النسائي، حسن"

ولقد جاءت النصوص الشرعية بعددٍ من الأدلة التي تُثبت أنّ الإنسان محاسبٌ على أعماله، وأنّ صغيرها وكبيرها مدوّن ومُسجّل للإنسان، فيقول -سبحانه-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، "الزلزلة:7-8" ويقول -سبحانه-: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). "ق:18"