أنا مهتم بتاريخ المغرب، وقرأت أنّ الأدارسة عندما ظهروا في المغرب استطاعوا تأسيس حضارة مهمة فيها، ولذلك أريد أن أعرف كيف كان المغرب قبل ظهور الأدارسة، ومتى تأسست دولة الأدارسة ومن مؤسسها؟
0
أنا مهتم بتاريخ المغرب، وقرأت أنّ الأدارسة عندما ظهروا في المغرب استطاعوا تأسيس حضارة مهمة فيها، ولذلك أريد أن أعرف كيف كان المغرب قبل ظهور الأدارسة، ومتى تأسست دولة الأدارسة ومن مؤسسها؟
0
1
حياك الله السائل الكريم، تأسست دولة الأدارسة سنة 171- 172هـ/ 788- 789م في المغرب الأقصى، ويُنسَب الأدارسة إلى إدريس بن عبد الله، بن حسين بن علي، بن حسن المثلث، بن حسن المثنى، بن الحسن السبط، الملقب بإدريس الأول، وهو الذي فرَّ إلى مصر من أجل الابتعاد عن العباسيين.
وهو من أجمع البرابرة الذين كانوا في المغرب على القيام بدعوته فبايعوه، وقاموا بأمره بعد أن كان أكثرهم على دين المجوسيّة واليهوديّة والنصرانيّة، واتخذ الأدارسة مدينة "وليلى" في شمال المغرب مقراً لهم، ثم ضاقت بهم بعد أن كثرت الدولة وأنصارها، فاتخذوا مدينة "فاس" عاصمة لهم.
وعمرت مدينة فاس في زمنهم، وبُنيت بها الحمامات والفنادق للتجار، ورحل إليها الناس من الثغور القاصية، واستمرت دعوة الأدارسة حتى افتتحوا بلاد المغرب كلّها، واستوثق مُلكُهم سنة 188- 189هـ/ 804- 805 م، زمن إدريس بن إدريس الملقّب بإدريس الأصغر، فكانوا بهذا أول من بدأ السلالة الملكية في المغرب.
وبعد أن مات إدريس الأصغر قسّم ابنه محمد بن إدريس المغرب إلى مماليك؛ ليشارك إخوته سلطان أبيه، فكانت كما يأتي:
•عمر بن إدريس
اختص بولاية تيكساس، وترغة وما بينهما من قبائل صنهاجة وغمارة.
•داود بن إدريس
اختص بولاية مدينة هوارة، وتسول، وتازاي، وما بينهما من قبائل مكناسة وغياثه.
•عبد الله بن إدريس
اختص بولاية مدينة أغمات، وبلد نفيس، وجبال المصامدة، وبلاد لمطة والسوس الأقصى.
•يحيى بن إدريس
اختص بولاية أصيلا، والعرائش، وبلاد زوغة.
•عيسى بن إدريس
اختص بولاية مدينة شالة، وسلا، وأزمور، وتامسنا.
وتنازع الإخوة فيما بينهم كلٌ يطلب الحكم لنفسه، إلى أن دخلت دعوة الأمويين خلفاء قرطبة إلى المغرب، وتغلبت على من كان فيها، وأقام الأدارسة بالريف في بلاد غمارة وتجدد لهم بها الملك.
وبقيت دولة الأدارسة في المغرب بين انقراض وتجدّد حتى سنة 365هـ/ 975-976 م، حيث خرج الحسن بن كنّون عن طاعة الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله، ودخل في طاعة الدولة العبيديّة وكان يطالب بملك الأدارسة للمغرب.
وأرسل الحكم المستنصر بالله إليه قائد جنده غالب الناصري لقتاله على فترتين، وكان الانتصار للحسن في أول مرةٍ، وقتل عدداً كبيراً من الجند وكان منهم الوزير مُحمَّد بن القاسم وبعض أولياء الدولة الأموية.
وقد كانت الغلبة لغالب وجنوده في المرة الثانية، وذلك بسبب المنصور بن أبي عامر الذي ذهب إلى عدوة المغرب بأمر الحكم، وبث المال إلى رؤساء البربر في بلاد غمارة، ليوقف نصرتهم للحسن بن كنون، فانتهوا عن ذلك، ورجعوا إلى طاعة الحكم، فقاتل المنصور الحسن بن كنون فقتله، وافترقت الأدارسة في القبائل بعد ذلك.
وأنصحك بالرجوع إلى مقدمة ابن خلدون، الجزء الرابع، صفحة 16، وكذلك في الجزء السادس، صفحة 295، وكتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، الجزء الأول، صفحة 288، للاستزادة حول دولة الأدارسة، وتاريخ المغرب قبلها.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.