ما هي قصة أبي دجانة في غزوة أحد؟

حيّاك الله، كان الصحابيّ الجليل أبا دجانة -رضي الله عنه- رجلاً شجاعاً مقداماً، وكان الصحابة من حوله يشهدون له بذلك، وفي غزوة أحد برزت هذه الشجاعة عندما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه حاملاً سيفاً له، ويسأل الصحابة الكرام عمّن يأخذه بحقّ، فقام إليه الرجال يتنافسون على أخذه، لكنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمسكه عنهم.

حتى قام إليه أبو دجانة -رضي الله عنه- وسأل النبي الكريم عن حقّه؛ فقال النبي -صلوات الله عليه- بأنّ حقّه أن يُقاتل فيه العدو حتى ينحني من شدّة الضرب، ويكون النصر حليف المسلمين، أو يُقتل حامله في سبيل الله.

وما كان من أبي دجانة -رضي الله عنه- إلا أن طلب هذا السيف بهذا الشرط، وقد عصب -ربط- على رأسه عصابة حمراء، كانت علامة على استعداداه للحرب والقتال ببسالة، ثم أخذ يتبختر في مشيّته وهو ينشد:

إِنِّي امْرُؤٌ عَاهَدَنِي خَلِيْلِي ** إِذْ نَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيْلِ

أَنْ لاَ أُقِيْمَ الدَّهْرَ فِي الكُبُوْلِ ** أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ وَالرَّسُوْلِ.

ولمّا رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبختر في مشيته، علّق على ذلك قائلاً: "إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ إِلاَّ فِي مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ". ومن الجدير بالذكر أنّ أبا دجانة -رضي الله عنه- لم يترك شيئاً قد أقبل عليه أو ارتفع نحوه إلا مزّقه وضربه في هذا السيف، كما كان ممن ثبت مع النبي الكريم يوم أُحد، فلم يتراجع ولم ينسحب حتى انتهت الغزوة.