ما هي عواقب إفساد البيئة في الإسلام؟

حياك الله السائل الكريم، إنّ عدم الاهتمام بالنظافة والبيئة يُعتبر أمراً مرفوضاً من الناحية الشرعية، وقد يترتب على ذلك الإثم الكبير وعدم التوفيق، وإنّ رمي النفايات وعدم تنظيم موضوع جمع القُمامة في مكان مخصّص، وخروج الروائح الكريهة من بعض البيوت، يُعتبر إيذاء للجيران، وهذا محرم؛ وقد توعّد الإسلام من يؤذي جاره، واعتبر هذا الفعل من الكبائر.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ)، "أخرجه مسلم" فإنّ الإسلام هو دين الفطرة، ولذلك فإنّ جمال البيئة ونظافتها يُعتبران أمران أساسيان لذلك؛ فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ). "أخرجه مسلم"

وقد شرّع الإسلام مجموعة كبيرة من الأحكام المتعلقة بنظافة البيئة وجمالها، وحثّ على تنظيف البيوت والساحات؛ فعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهودِ). "أورده السيوطي بإسنادٍ صحيح"

وقد اعتبر الإسلام إماطة الأذى عن الطريق أحد شُعب الإيمان؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ). "أخرجه مسلم"

وأخيراً، فلا يجوز بحال من الأحوال الاستهانة بموضوع نظافة البيئة؛ خاصة فيما يتعلق الأمر بين الجيران داخل الحي الواحد، فالأصل أن يعيش الجيران مع بعضهم في بيئة من المودة، والطمأنينة، والإحسان.