ما هي خطبة عمر بن الخطاب في القدس؟

حياك الله السائل الكريم، فُتحت القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لكن لم يرد حسب اطلاعي خطبة لعمر -رضي الله عنه- في القدس، وإنما وُجدت العُهدة العمرية التي كتبها أمير المؤمنين لأهل القدس.

وهناك خطبة قالها وكانت قبل الفتح واستلامه لمفاتيح مدينة القدس، وقد كان ذلك بعد ما علم أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- بقدوم الخليفة أمير المؤمنين، فسار مع جماعة من المهاجرين والأنصار لملاقاة أمير المؤمنين، وبعد ما التقى أبو عبيدة مع أمير المؤمنين سارا معاً حتى نزلوا إلى بيت المقدس.

حيث صلّى أمير المؤمنين بالمسلمين الفجر ثم قام بهم خطيباً، فبدء خطبته بالحمد والثناء على الله -عز وجل- والصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم ذَكّر المسلمين بفضل الله -تعالى- عليهم بأن ألَّف بين قلوبهم، وجعلهم أمة واحدة، وأزال الغل عنهم.

وأمرهم -رضي الله عنه- بشكر الله -عز وجل- على هذه النعم ليزيدهم من فضله وذكر قوله -تعالى-: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ). "سورة إبراهيم: 7"

ثم أوصاهم بمجموعة من الوصايا بيانها ما يأتي:

1. أوصاهم بتقوى الله.
2. الإبتعاد عن معصية الله.
3. أوصاهم بأداء الزكاة.
4. أوصاهم بالتمسك بالسنة النبوية.
5. أوصاهم بالإلتزام بالقرآن لما فيه من الشفاء والثواب.
6. أوصاهم بملازمة الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وقال لهم: من أراد الجنة لزم الجماعة.
7. أوصاهم بالتعوذ من الشيطان.
8. عدم الخلو بإمرأة فإنه من حبال الشيطان.

وبعدها علا صوت المسلمين، فخرج البطريرك فعلم أنَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد جاء القدس، فقال البطريرك لأهل القدس: "اعقدوا معه الأمان والذمة هذا والله صاحب محمد بن عبد الله"، وتمَّ بعدها دخول المسلمين لبيت المقدس فاتحين، وبعد دخول المسلمين لبيت المقدس كتب أمير المؤمنين لأهل المدينة العُهدة العمرية التي حفظ فيها حقوق أهل بيت المقدس وأمنهم وتماسكهم المجتمعي.