أتابع حديثًا شخصًا على مواقع التواصل يتحدث عن موضوع التجديد في الدين، ولكنني أحيانًا أراه يتطرق للثوابت بحجة التجديد، وأشعر أن كلامه فيه خطأ كبير، وأريد أن أرد عليه، فما هي المجالات التي لا يجوز فيها التجديد في الشريعة الإسلامية؟
0
أتابع حديثًا شخصًا على مواقع التواصل يتحدث عن موضوع التجديد في الدين، ولكنني أحيانًا أراه يتطرق للثوابت بحجة التجديد، وأشعر أن كلامه فيه خطأ كبير، وأريد أن أرد عليه، فما هي المجالات التي لا يجوز فيها التجديد في الشريعة الإسلامية؟
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، حياكم الله -تعالى-، نقول ابتداءً هنيئًا لك اهتمامك بتعلم أمور دينك ومتابعتها، وكذلك كونك لا تُسلِّم لكل ما يُقال خاصة في زمن الفتن هذا وكثرة المتكلمين في مواقع التواصل والانفتاح الرقمي الذي ألغى حدود التعلُّم الصحيح والبناء المنهجي القويم في تعليم أمور الدين.
بالنسبة لسؤالك؛ تنقسم الإجابة إلى عدة أقسام، وبيانها فيما يأتي:
هذا من المصطلحات التي وردت في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ قال:(إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها)، "أخرجه أبو داوود، وصححه الألباني" والتجديد الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- تجديد وليس تغيير، فتجدد الشيء: هو أن يُرجعه إلى حاله الجديد، وتجديد الدين؛ أن يرجع إلى حالهِ الجديد كما كان في أفضل أحواله وأكملها، وهو ما كان عليه في زمن النبوة.
كما شبّه بعض العلماء التجديد وزمن النبوة كالمصباح، فكُلما ابتعدت عن النور ازدادت الظلمة وكلما اقتربت منه ازداد النور قوة، فعندما نقول تجديد الدين يعني إرجاع الناس لزمن ظهوره؛ وذلك بإحياء السُّنن التي نُسيت في نفوس الأمة، وطمس البِدع التي ترتبط في بعض العبادات بسبب جهل الناس، وإظهار أحكام الله -تعالى- في المسائل المُستجدة في كل عصر؛ فهذا هو التجديد.
وأما المُجدد؛ فهو من يُعيد مجد وعزة الإسلام، وقد ذكر العلماء أمثلة على المُجددين؛ منهم الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز والإمام الشافعي، فانظر من هو المُجدد بقياسه على هؤلاء الكبار، لا بقياسه على من يُردِّدُ كلمة تجديد في مواقع التواصل.
إنَّ مجالات التجديد في الدين تكون بنشر السنن والتحذير من البدع وإرجاع الناس للتَمَسُّك بأحكام الدين وتفصيلاته في جميع مجالات الحياة وتوضيح حكم الله -تعالى- في المسائل المعاصرة في كذلك.
اعلم أنّ الدين أمرٌ ثابت قد أكمله الله -تعالى-: (اليوم أكملت لكم دينكم)، "سورة المائدة: 3" فما كَمِل لا يتغيرُ أبداً؛ لأنّ تغييره نُقصان ويقتضي عدم اكتمال الدين وهذا تكذيب لأمر الله -تعالى-، وعليه نقول ما يأتي:
كما أنّه يجب عليك أن تتحرّى وتجتهد في معرفة من تأخذ عنه أحكام دينك، لذا قال محمد بن سيرين وهو من التابعين: "إنَّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذونَ دينكم"، وقد ذكر عُلماؤنا أنّه يجب على المرء أن يجتهد في البحث عن أهل السنة والعلماء المعتبرين لأخذ العلم الصحيح عنهم، فزادك الله حرصاً.
واعلم أنَّ الله -تعالى- جعل الدين الإسلامي قسمين:
يسميه العلماء "القطعيات" وبعض العلماء المُعاصرين يسمونه أيضا بالشَّرع المنزّل وبالثوابت، لا يحتمل التبديل أو التغيير فهو صالح لكل زمان ومكان.
يسميه العلماء "الظنيات" وبعض المعاصرين يُسموه بالشرع المُؤَوَّل وبالمتغيرات، ولا يقصدون بالمتغيرات أنَّ أحكام الله -تعالى- تتغير بل يقصدون مسائل الفقه المرنة التي تحتملُ تعدد آراء الفقهاء والقضايا الفقهية المُعاصرة.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.