ما هي الخصائص العامة للإسلام؟

أهلاً بك، ووفقك الله في دراستك، ورفع درجاتك في الدنيا والآخرة، لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للإسلام مجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من الأديان السماوية، فهو آخرها وخاتمها، وعامٌ لجميع البشر، وباقٍ إلى يوم القيامة، دون زوال، وفيما يأتي توضيحٌ لبعض خصائص دين الإسلام:

1. الربانية

ويُقصد بها أن الإسلام وتعاليمه من عبادات، وعقائد، ومعاملات، كلها من عند الله -سبحانه- فهو المشرّع لها، العالم بما يُصلح للإنسان، المحدد لما فيه النجاة يوم القيامة.

والمصدر الأساس لمعرفة كل ذلك القرآن الكريم، كلام الله -سبحانه-، ومن ثم السنة النبوية، التي هي وحيٌ منه -سبحانه- إلى نبيه الكريم، فيقول المولى -عز وجل-: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ والْحِكْمَةَ وعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)، "النساء: 113" ويقول -سبحانه- أيضاً: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وحْيٌ يُوحَى). " النجم: 3-4"

وربانية الإسلام تكسبه الاحترام والإجلال لكل ما فيه من تعليماتٍ، وتشريعاتٍ، وتوجب طاعتها باختيار النفس دون الإكراه والإجبار، ولا يعني هذا عدم ترتب أيّ أمورٍ على الاتباع أو الخروج عنه.

1. الوضوح

من خصائص الإسلام أنه دينٌ واضحٌ، في أصوله وقواعده، وتعليماته، فلا تحتاج أساسيته إلى كبار الفكر والثقافة، بل يستطيع أقل المسلمين علماً تحقيقه، فكلمة التوحيد مثلاً يعرفها كلّ مسلمٍ بغض النظر عن جنسه وعرقه، ولغته وأصله.

ومجرد معرفة الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، يكون الطريق إلى عبادة الله وحده، دون تأليهٍ لغيره من جماد أو بشر، يقول -سبحانه-: (تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ). "آل عمران: 64"

وكما أن وضوح الإسلام يشمل وضوح الجزاء في الآخرة، لكلّ عملٍ أو عبادةٍ، فتطمئن النفوس، وتستقر الأذهان على تحتم الحساب، فيقول المولى -عزوجل-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). "الزلزلة: 7-8"