قرأت مقالًا يتحدث عن خصائص الشريعة الإسلامية، وذكر الكاتب أن من أهم هذه الخصائص كون هذه الشريعة ربانيّة، ولكنني لم أفهم قصده بهذه العبارة، فما المقصود بخاصية الربانية في الشريعة الإسلامية؟
1
قرأت مقالًا يتحدث عن خصائص الشريعة الإسلامية، وذكر الكاتب أن من أهم هذه الخصائص كون هذه الشريعة ربانيّة، ولكنني لم أفهم قصده بهذه العبارة، فما المقصود بخاصية الربانية في الشريعة الإسلامية؟
1
1
حياكم المولى، تتميز الشريعة الإسلامية بخصائص عدة، تجعلها قادرة على تنظيم حياة الناس، واستمرارها وتجددها في شتى البقاع وفي كل العصور، وإعطاء الحلول لكل ما يستجدّ، ومن هذه الخصائص أنّها ربانية، أيّ أنها من الله -تعالى-، فهي ربانية المصدر، وربانية الغاية كذلك، وتوضيح ذلك فيما يأتي:
إن كل ما في الشريعة من الله -عز وجل- وصلتنا عن طريق الوحي، فالله الذي وضع أُسسها ومبادئها، قال -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراّ). "الفرقان: 1"
وكون الشريعة الإسلامية ربانيّة المصدر أكسبها خلوّها من التناقض، وبُعدها عن الهوى والتحيز؛ فحررت البشر من العبودية لغيره، بخلاف القوانين الوضعية التي يضعها البشر وتتصف بالنقص وعدم العدل، والتحيّز لفئة معينةٍ، والتي يتصف بعضها بالتطرّف، وتمتلئ بالتناقض.
إن الشريعة الإسلامية وُضعت لهدفٍ واحدٍ؛ وهو الحصول على مرضاة الله -تعالى-، والأفراد فيها كلهم يسعون خلف هذه الغاية، ويعملون من أجلها، ولا يُلبّي فطرة الإنسان إلّا الإيمان بالله -تعالى- والتوجّه إليه، قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). "الأنعام: 162"
وهذه الخاصية أكسبت الفرد المسلم صفة الطمأنينة؛ وذلك بشعوره بالعدل والمساواة، وأن كل ما يعيشه في حياته يترتّب عليه جزاءٌ دُنيويٌّ أو أخرويٌّ، بخلاف القوانين التي يضعها البشر، التي قد يتفلّت منها الناس بسهولةٍ، بينما المسلم يستشعر رقابة الله عليه في كلّ أحواله.
وهذا ما يجعل الصائم يترك الطعام والشراب طيلة نهاره، مع إمكانية أكله أو شربه في خلوته، ولكن ما يمنعه من ذلك استشعار رقابة الله -عزو جل-، كما تُكسبه هذه الخاصية سهولة انقياده لأحكام الشرع دون تذمُّرٍ أو اعتراضٍ، واحترامه للنظام.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.