ما هي أسباب غزوة الخندق؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بالنسبة للسؤال فقد نقض بني نضير عهدهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما همّوا بقتل الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وذلك عندما ذهب إليهم يطلب منهم أن يعينوه على دية اللَّذيْن قتلهما عمرو بن أمية الضمري، وكان بينهم وبين الرسول جوار وعهد، فلما هموا بقتل الرسول بإلقاء صخرة من فوقه؛ نقضوا بذلك عهدهم مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فحكم عليهم بالجلاء.

أما سبب غزوة الخندق؛ فقد ذكر علماء السيرة أن سبب هذه الغزوة هو خروج نفر من يهود بني النضير إلى مكة يحثّون قريشاً على قتال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأظهروا نصرتهم لقريش في هذا الأمر؛ للخلاص من الرسول -عليه الصلاة والسلام-، واتفقوا معهم على ذلك.

وبعد ذلك خرج هذا النفر حتى جاؤوا غطفان، فقالوا لهم مثلما قالوا لقريش، وما زالوا بهم حتى وافقوا على محاربة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ثم التقوا ببني فزارة وبني مرة حتى تواعدوا جميعا لقتال الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

فخرجت قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب، وخرجت غطفان بقيادة عيينة بن حصن بن حذيفة في بني فزارة، والحارث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن غطفان فيمن قد تبعه من قومه، فلما سمع رسول الله بأمرهم وما قد أجمع عليه الأحزاب لقتاله؛ جهّز المسلمين لهذه وبدأوا بحفر الخندق.

ويُلحظ أن إجلاء بني النضير بعد نقضهم لعهدهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيانتهم لذلك من المسببات في حدوث غزوة الخندق؛ وذلك بسبب الضغينة والحقد الذي يحمله يهود بني النضير على رسول الله وعلى المسلمين، فقد حملهم كل ذلك على دعوة قريش، وبني فزارة، وبني مرة إلى قتال الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فنتج عن ذلك غزوة الخندق.