ما هو علاج وسواس الموت والأحلام؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً بك أخي الكريم، اطمئن تماماً وسلِّم أمرك إلى الله -تعالى-، وتوكّل عليه ولا تخف ولا تجزع أبداً، فالموت حقّ كما الجنة والنار حقّ، وهذا أمر الله -تعالى- وهو أرحم الراحمين بعباده، وأرحم من الأمّ بولدها.

وإنّ ما تفكّر به ويُرعبك عن مصيبة الموت لَأَمرٌ طبيعيٌّ بين الناس؛ لأنّ الوفاة لا علم لنا بوقتها وبسببها، ولا يتأخّر أي إنسان ساعة أو دقيقة أو أقل من ذلك عن موعد أجله المحدّد، ولا يموت أحد إلا وقد استكمل عمره وعمله ورزقه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أخي الكريم، إنّ كثرة التفكير في أيّ موضوعٍ قد يجعلك ضعيفاً وكثير التوتر، وقد تعاني من الوسوسة التي هي من عمل الشيطان -أُعيذك بالله منه-، وإن ما تراه من الأحلام التي تراودك دائماً يدلّ على توتّرك وخوفك من الموت.

وأنصحك أخي الكريم بإشغال نفسك بالأذكار، وبتلاوة كتاب الله، قال -سبحانه-: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، "الرّعد: 28" وأنصحك بالتقرب من الله بما تستطيع من أعمال الخير والصلاح، وعليك بالاهتمام بوالديك وأهلك وأصدقائك، لتنال رضا الله -تعالى- فيطمئن قلبك، وأنصح بدفع البلاء بالصدقات ومساعدة من يحتاج إلى المساعدة وبعض الأعمال التطوعية.

وختاماً اعلم أخي الكريم أنّ الحياة الدنيا لا تعدل عند الله -تعالى- جناح بعوضة، وأنّ الإنسان خُلق ضعيفاً، ولكنّه إذا عمل بما يرضي الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه يعيش بأمنٍ وأمان، وبطيب نفس وراحة بال، فيكون سعيداً بما حباه الله -تعالى- من النّعم، راضياً وقانعاً لا يشغل نفسه وباله وتفكيره بالخوف من الموت كثيراً، لتوكّله على الله -تعالى- أرحم الراحمين.

وانظر أخي الكريم إلى ما أعدّه الله -تعالى- للمؤمنين في قوله -تعالى-: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ). "البقرة: 25"