ما هو الذكر أثناء الوضوء؟

وعليكم السلام ورحمة الله، حياك أخي السائل، وزادنا الله وإياكم علماً وفهماً وعملاً، ونفعنا به في الدنيا والآخرة. إنّ الذكار أثناء الوضوء التي وردت كمثل قول ما يأتي:

"اللهم بيِّض وجهي يوم تسوَّد الوجوه وتبيَّض الوجوه -عند غسل الوجه-، اللهمَّ اجعلني من أصحاب اليمين -عند غسل اليد اليُمنى-، اللهمَّ نجِّني من أصحاب الشمال -عند غسل اليـد اليسـرى-، اللهم أعتق رقبتي من النار، اللهم رُدَّني مردَّ المؤمنين -عند ردّ مسْح الرأس-، اللهم لا تزلَّ قدمي عن الطريق المستقيم -عند غسل الرِّجلين-"

فهذه الرواية وغيرها من الروايات شديدة الضعف وباطلة، ولا يستحب ذكرها، قال الإمام النووي: "وأما الدعاء على أعضاء الوضوء، فلم يجئ فيه شيءٌ، عن النبي صلى الله عليه وسلم". [الأذكار: ص٣٠]

ولم يثبت من أذكار الوضوء عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا أولَهُ، وعند الانتهاءِ منهُ، وسأذكر لك هذه الأدعية عوضاً عن تلك التي لم تثبت، وهي كما سيأتي:

1. البسملة أول الوضوء، لقول النبي: (لا صلاةَ لمَن لا وضوءَ لَهُ، ولا وضوءَ لمَن لَم يذكرِ اسمَ اللَّهِ عليهِ)، حديثٌ صحيح أخرجه السيوطي في الجامع الصغير من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه-.
2. (ما منكم من أحدٍ يتوضَّأُ، فيُحسنُ الوضوءَ، ثم يقولُ: أشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه و رسولُه، اللهم اجعلْني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنَّةِ الثمانيةُ، يدخلُ من أيِّها شاء)، حديثٌ حسنٌ أخرجه الألباني في صحيح الترغيب، من رواية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
3. (من توضَّأ فقالَ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدَ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، كُتِبَ في رَقٍّ، ثمَّ طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكسَر إلى يومِ القيامةِ) حديثٌ صحيحٌ أخرجه المباركفوري في تحفة الأحوذي، من رواية أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه-.
4. عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، قال: (أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بوَضوءٍ، فتوضَّأ، فسمِعْتُه يقولُ ويدعو: اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، ووسِّعْ لي في داري، وبارِكْ لي في رِزقي، فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ، سمِعْتُكَ تدعو بكذا وكذا، قال: وهل ترَكْتُ مِن شيءٍ؟!) حديثٌ صحيحٌ أخرجه ابن القيم في زاد المعاد.

هذا والله -تعالى- أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.