حياك الله ووفقك أخي السائل إلى ما فيه رضاه، وأسأله أن يردّنا وإياك إلى هديه ودينه رداً جميلاً، وأن يشرح صدورنا إلى محبته وطاعته، إنّه ولي كلِّ خير، ولا شك أن تأثَّر القلب وخشوع الجوارح هي ثمرة الدعاء، قال -تعالى-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ)، "سورة الأنفال:2"
وقد ورد عن سعد بن أبي وقاص أنّه قال لأصحابه: (ابْكُوا، فإنْ لم تَبْكوا فتَباكُوا)، "أخرجه ابن ماجه، ضعيف" وإنّ ترقيق القلب بالدعاءِ مطلبٌ شرعيّ، والأدعية في هذا الباب كثيرة، منها ما هو مأثور في القرآن الكريم والسنّة النبوية نذكرها فيما يأتي:
- (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فإنّ الله قال بعدها: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ). "سورة الأحقاف15-16"
- سيّد الاستغفار: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت). "أخرجه البخاري"
- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة)، "أخرجه البخاري" والمقصود بهذا الحديث فضل سيّد الإستغفار
- (أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تُنزِل بي غضبَك، أو تُحل علي سخطك، لكَ العٌتبى حتى ترضى، ولا قوة إلا بك)، "أخرجه الطبراني، ضعيف" وهذا من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلته للطائف عندما صدَّوه أهلها، فأتى ظل شجرة، مُلتجئ إلى ربه.
وتستطيع أن تستحضر الخشوع وحضور القلب بكل لفظ ترغبه النفس، ومن ذلك مايأتي:
- اللهمّ لك الحمد، أنت الله لا إله إلا أنتَ الواحد الأحد الفرد الصمد، الحيّ القيوم الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
- أنتَ ربنا لا ربَّ لنا غيرك، اللهمّ تُب علينا توبة نصوحاً، لا ننقضها ولا نخلفها.
- اللهمّ إنّا نسألك الإيمان، والعفو عمّا مضى وسلف من الذنوب والآثام والعصيان.
- اللهمّ ما عصيناك جُرأةً عليك، ولكن لضعفٍ في أنفسنا، فتُب علينا إنّك أنت التواب الرحيم.
- اللهمّ آتِ نفوسنا تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، اللهمّ إنّا نسألك غُفران الذنوب، وستر العيوب.
- اللهمّ ألهمنا القيام بحقك، واسترنا بسترك، ولا تفضحنا بين خلقك.
- اللهمّ رقّق قلوبنا وأعنّا على عبادتك عبادةً صحيحة.