ما نص دعاء (اللهم اجمع شتات أمرنا) وما معناه؟

حياك الله السائل الكريم، هذا الدعاء الذي أشرت يحوي معاني جليلة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، ونصُّهُ: "اللهم اجمع شتات أمرنا، وألف بين قلوبنا، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واجعل ما نزل بنا من البلاء رحمة لا نقمة، والطف بنا فيما جرت به المقادير".

ومعنى "اللهم اجمع شتات أمرنا": أي اجمع تفرقنا، واجعلنا معتصمين بدينك وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). "سورة آل عمران: 103"

ومعنى الدعاء ما يأتي:

1. معنى: "وألف بين قلوبنا"

أي اجعل بين قلوبنا الأنس، والمودة، والمحبة، والرحمة، والاجتماع، والاعتصام بدينك وبطاعتك وطاعة نبيك.

1. معنى "جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن"

أي اجعلنا في جانب والفتن الظاهرة والباطنة التي تفتك بالقلوب في جانب آخر، وهو أبلغ في البعد، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفتن في أكثر من حديث.

1. معنى "وأخرجنا من الظلمات إلى النور"

أي أخرجنا من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن الشرك بالله إلى توحيده، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن البدعة إلى السنة، ومن الضلالة إلى الهدى.

1. معنى "واجعل ما نزل من البلاء رحمة لا نقمة"

أي اجعل ما نزل على العباد من مرض أو فقد عزيز، أو فقد مال، أو أي مصيبة تنزل بالإنسان سبباً في رحمته والمغفرة له، واجعلها سبباً في رفعة الدرجات، ولا تجعل هذه المصائب عقوبة لنا بسبب معاصينا.

1. معنى "والطف بنا فيما جرت به المقادير"

أي ارفق بنا فيما قدرته علينا، واجعل ما قدرته خيرات لنا، واجعله رحمة لنا في دنيانا وأخرانا.