ما معنى شعر الزهد؟

من خلال اطلاعي على الأدب العربي، يُعرّف شعر الزهد بأنّه أحد أنواع الشعر التي بدأت في العصر العباسي، وموضوعه الرئيسي هو الابتعاد عن ملذات الدنيا، والاتجاه إلى الله تبارك وتعالى.

يبدأ الشعراء بنظم شعر الزهد عندما يتقدمون في العمر، ويترفّعون عمّا يُشغل النفس، ويتعلّقون بعبادة الله، ويتذكرون الآخرة ونعيم الجنة؛ لذا يبدأون بالبعد عن ملذات الدنيا شيئًا فشيئًا، ومن أشهر شعراء الزهد في العصر العباسي هم: أبو العتاهية، وأبو نواس، ورابعة العدوية.

لا بُد من ذكر بعض خصائص شعر الزهد لتوضيح معناه على النحو الآتي:

1. النزعة الدينية المبالغ فيها.
2. أسلوب التضمين والاقتباسات من النصوص الدينية في شعر الزهد.
3. الأدلة على أهمية الزهد.
4. أسلوب الترغيب والترهيب مباشرةً وبوضوح.
5. اللغة السهلة والعبارات الواضحة التي تصل إلى الركاكة من شدة بساطتها أحيانًا.
6. الأساليب البديعية المتكلّفة.
7. الأفكار التأملية الصوفية.
8. التأثير العاطفي والإقناع العقلي.

لتوضيح الأمر يُمكنك الاستعانة بالأمثلة الآتية على شعر الزهد:

1. الشريف العقيلي (العصر المملوكي):

يا أَيُّها الزاهِدُ في الزُهدِ

:::عَرِّج عَنِ الهَزلِ إِلى الجِدِّ

فَبَعدَ نورِ الشَيبِ لا يُرتَجى

:::لِلمَرءِ إِلّا ظُلمَةُ اللَحدِ

فَاِحتَل مِنَ التَوبَةِ في أَجرِهِ

:::إِن شِئتَ سُكنى جَنَّةِ الخُلدِ

1. المكزون السنجاري (العصر الأيوبي):

لَيسَ زُهدُ الفَتى بِتَحريمِ حَلٍّ

:::مِن نِكاحٍ وَمَطعَمٍ وَشَرابِ

وَاِرتِباطٍ بِالرُبطِ أَو بِاِعتِزالٍ

:::في جِبالٍ وَلا بِرَقعِ ثِيابِ

بَل بِقَصدٍ فيما أُحِلَّ وَزُهدٍ

:::في حَرامٍ وَرَغبَةٍ في ثَوابِ

1. أبو العتاهية (العصر العباسي):

طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب

:::فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب

فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلًا

:::إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب

وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي

:::هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب