ما محور سورة الجمعة؟

وعليكم السلام ورحمة الله، حياكم الله، وبارك بكم وثبّت القرآن في صدركم حفظاً وتدبراً، إنّ الغرض الأساسي لسورة الجمعة هو الحديث عن أهمية حضور صلاة الجمعة، والتحذير من التخلّف عنها.

وقد ذكرت كتب التفسير سبب نزول السورة الكريمة، فعن جابر بن عبدالله أنه قال: (أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ونَحْنُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَثَارَ النَّاسُ إلَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، فأنْزَلَ اللَّهُ: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أوْ لَهْواً انْفَضُّوا إلَيْهَا وتَرَكُوكَ قَائِماً). "أخرجه البخاري"

فنزلت السورة الكريمة لتأمر المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة والسعي لها حين يسمع النداء، وأن تكون أولوية المُؤمن حضورها، والنهي عن الانشغال بما سواها.

وحضور صلاة الجمعة خيرٌ من متاع الدنيا كلها، وما عند الله للمؤمن خيرٌ وأبقى، والخسارة الحقيقية هي تفويت طاعته -سبحانه-، فإذا قُضيت الصلاة فعلى المؤمن أن يسعى على رزقه، ولكن لا يُنسيه سعيه للرزق ذكر الله -تعالى-، فيبارك الله عمله حينئذٍ، ويفوز بخيريّ الدنيا والآخرة.

ومما تناولته السورة الكريمة من موضوعات ما يأتي:

1. تسبيح الله -سبحانه وتعالى-

وهو صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلى المستحقّ وحده بالعبادة، ووصفهِ بوصف المَلك، القُدوس، العزيز، الحكيم.

1. امتنان الله -تعالى- بإرسال نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-

وقد أرسله إلى أمّة أُميّة انقطعت عنها الرسالة، وتفشّى فيها الجهل والضلال وعبادة الأصنام وسيّء الأخلاق، فيأكل قويُّهم ضعيفهم، فأرسل فيهم رسولاً منهم، يُعلّمهم الحكمة من القرآن والسنة، وينشر فيهم مكارم الأخلاق.

1. ذم اليهود الذين آتاهم الله التوراة



وكان اليهود قد حرّفوها ولم يأخذوا بها، فوصفتهم السورة الكريمة كالحمار الذي يحمل الكتب فوق ظهره ولا ينتفع بها، فهذا حظ اليهود مما آتاهم الله، وكان حقاً عليهم أن يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- المذكور أوصافه في التوراة.